"عسكر" مصر يتوجهون نحو السيطرة على مفاصل الدولة مظاهرات احتجاجا على تسييس القضاء بعد مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل سادت حالة واسعة من السخرية بين النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عقب ساعات من تدشين الحملة الشعبية لترشيح الفريق سامي عنان لرئاسة الجمهورية المصرية، لصفحة رسمية عبر "فيسبوك"، نشرت من خلالها صورا للفريق سامي عنان الذي أحيل للتقاعد ومنح "قلادة النيل"، في أثناء فترة الرئيس المعزول محمد مرسي الذي عينه كمستشار له. وجاءت سخرية النشطاء بسبب الصور التي تم نشرها، وظهر فيها عنان مرتدياً للزي المدني، كما ظهر في صورة أخرى وهو يمسك إحدى الصحف ويقرأ فيها. واعتبر كثيرون أن هذه الصور هي صور طبق الأصل من الصور التي نشرها المرشح الرئاسي الخاسر في الانتخابات الماضية، الفريق أحمد شفيق، في أثناء فترة الحملة الانتخابية له. وأعاد النشطاء نشر الصور بطريقة كوميدية مختلفة، حيث وضعوا عدداً من الشخصيات إلى جوار الفريق عنان، من بينهم هتلر، وكذلك المشير طنطاوي، وزير الدفاع السابق. واستعمل البعض الآخر الصور بشكل مختلف، حيث وضعوا الفريق عنان وهو يقرأ الصحيفة في عدد من مشاهد الأفلام، من بينها فيلم "Titanic"، وكذلك "فيلم ثقافي". كما ظهر أحد الأشخاص إلى جوار الفريق عنان، وكأنه يسأله عما هو مكتوب في الصحيفة، حيث كان يقول "هو الماتش الساعه كام؟". ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه تم تدشين صفحة على "فيسبوك" تحمل اسم "الصفحة الرسمية لترشيح الفريق عنان للرئاسة لتعليم الفوتوشوب"، وتم نشر العديد من الصور من خلالها. وكان اللافت أن الحملة الخاصة بترشيح الفريق عنان، لم تبد ضيقها من سخرية نشطاء "فيسبوك" من الصور، ولكنهم أعلنوا ترحيبهم بما سموه الدعابات، وقاموا بإعادة نشر بعض الصور تحت شعار "بالديمقراطية التي نسعى إليها في مصر نرحب ونسعد بدعاباتكم"، وذلك إلى جوار نشر العديد من رسوم الغرافيتي التي تؤيد ترشح الفريق عنان وتدعو للانضمام إلى حملته في بعض المحافظات المصرية. من ناحية أخرى، تظاهر مئات المصريين أمس، أمام دار القضاء العالي استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية إلى التظاهر احتجاجا على ما سماه التحالف تسييس القضاء، وذلك غداة مظاهرات شملت العديد من المدن والبلدات المصرية أمس الجمعة تحت شعار "نساء مصر خط أحمر" قُتل خلالها ثلاثة أشخاص وأصيب أكثر من عشرين بجروح. وشهدت جامعة "جنوبالوادي" في جنوب مصر اليوم مظاهرة طلابية سلمية للتنديد بالانقلاب وحكم العسكر، والدعوة إلى إعادة شرعية صندوق الانتخابات إلى النظام السياسي في مصر. ونُظمت مظاهرات احتجاجا على ممارسات السلطة القائمة ضد الفتيات والسيدات المعارضات للانقلاب والمتمثلة في حملات الملاحقة الأمنية لهن واعتقالهن بتهم "واهية" كحيازة الملصقات أو تنظيم المظاهرات، وفق تعبير تحالف دعم الشرعية. وقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل وأصيب عشرون آخرون خلال مظاهرات أمس الجمعة، كما اعتقل 19 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين في المظاهرات والمسيرات الحاشدة التي خرجت بعدة مدن.