رغم مرور شهرين على انطلاق الدراسة الجامعية، غير أن قطاع الخدمات الجامعية بوهران لايزال يغرق في الفوضى وسوء التسيير وعدم توفر الخدمات اللازمة وهو ما جعل الطلبة، خاصة منهم الداخليون، يعانون الويلات في تلك الإقامات وأخر انطلاق الدراسة إلى أجل أجل غير معلوم بالنسبة للكثير منهم بسبب عدم استعداد الإقامات الجامعية لتوفير الظروف الملائمة لهم لمزاولة دراساتهم. ولايزال النقل الجامعي شبه منعدم بالنسبة للعديد من الإقامات خاصة منها التابعة لمديرية الخدمات الجامعية وهران غرب، إذ لم يتم توفير النقل الجامعي لهم بعد وأصبح الطلبة يجهلون كيفية تنقلهم إلى الجامعات وذلك بعدما تم الإعلان عن إلغاء حافلات النقل الجامعي لتعويضها بالسماح للطلبة بالتنقل عن طريق الترامواي من خلال اتفاق بين مؤسسة سيترام ومديرية الخدمات الجامعية، غير أن ذلك لم يظهر له أثر لحد الآن وفي المقابل لم يتم توفير حافلات تقل الطلبة إلى مقاعد الدراسة، حيث إن الكثير منهم لايزال يتنقل من مصاريفه الخاصة، وهو نفسه ما يعاني منه طلبة المناطق النائية الذين لازالوا محرومين من خدمات النقل الجامعي رغم انطلاق الدراسة منذ مدة، باستثناء بعض البلديات المجاورة مثل "أرزيو" و"المرسى الكبير". فيما يكابد البقية مشقة كبيرة للوصول إلى جامعاتهم خاصة البعيدة مثل "إيسطو" وبلقايد. تأخر كبير وعدم استعداد لاستقبال الطلبة في الموسم الدراسي الجديد عكسته أيضا الفوضى السائدة في العديد من الإقامات الجامعية وتردي الخدمات، حيث شن بعض الطلبة في بعض الإقامات احتجاجات منذ بداية الدخول الجامعي تنديدا بعدم توفير الظروف الملائمة لهم للانطلاق في الدراسة، على غرار طلبة الإقامة الجامعية المتطوع والتي أصبحت في وضعية كارثية ولا توفر أدنى الظروف الملائمة لهؤلاء الطلبة الذين أصدروا بيانا أمس على لسان الاتحاد العام الطلابي الحر ينددون فيه بالمشاكل المتراكمة وتقاعس مديرية الخدمات الجامعية عن استدراكها، حيث استعرضوا مشاكل قالوا إنها تهدد بانفجار إحدى أقدم وأعرق الإقامات بوهران محذرين من تكرار سيناريو إقامة تلمسان، وعددوا مشاكل جمة تتعلق بظروف الإقامة مثل قدم واهتراء الغرف نقص في بعض مستلزمات الغرف (الخزانات- الأسرة- الطاولات...) والتماطل في ترميم الأجنحة المهترئة، إذ أن أجنحة بأكملها لاتزال مغلقة في أوجه الطلبة بسبب وضعيتها وتم تسجيل تأخر في ترميمها. أما على مستوى مصلحة الصيانة فالخدمات جد متدنية ولا توفر للمقيمين أدنى ظروف الحياة الكريمة، بفعل انعدام النظافة وانتشار القاذورات والنفايات وحرقها داخل الإقامة وظهور الحشرات الضارة والكلاب المتشردة وإهمال المساحات الخضراء. وما يزيد الطين بلة عدم التزام عمال النظافة بعملهم والمداومة خلال عطلة نهاية الأسبوع، إضافة إلى فساد دور المياه وغياب الإنارة العمومية. وفي الجانب الأمني، فقد تحولت الإقامة إلى ملجأ لكل غريب ومتشرد، حسب الطلبة، وذلك بسبب إبطال استعمال البطاقة المغناطيسية للدخول إلى الإقامة، وهو ما أدى إلى حالة تسيب للإقامة.