عبّر الكثير من سكان حي 5 جويلية بمدينة حاسي الرمل جنوبالأغواط، عن تخوفهم الشديد من تواصل معاناتهم اليومية الطويلة جراء امتلاء أقبية العمارات بالمياه القذرة، مما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة التي غزت المساكن بدون التماس مبادرات فعلية تمكنهم من توديع جحيم المعاناة المتواصلة منذ سنوات طويلة خاصة على مستوى حي الاستديو الذي تحول بدوره إلى بؤرة لتعفن المحيط وما ينجر عن ذلك من خطورة حقيقية على صحة المواطنين، خاصة بعدما اختلطت المياه الصالحة للشرب بقنوات الصرف الصحي المتصدعة وأصبح العديد من سكان حي 5 جويلية يتناولون مياه ملوثة اضطرتهم لاقتناء المياه المعدنية والبحث عن مصادر التزود بهذه المادة الحيوية بأحياء أخرى لم تطلها معضلة التلوث. وفي هذا الصدد، أعرب السكان ل"البلاد" عن استيائهم الشديد من هذه الوضعية الكارثية التي يعيشونها منذ مدة طويلة وسط التسربات التحتية للمياه القذرة بعدما أدت حسب بعض قاطني الحي إلى ظهور الأمراض، لاسيما التنفسية والصدرية، مما أصبح يهدد دون أدنى شك صحة أبنائهم، الذين ارتفعت في أوساطهم نسبة الإصابة بأمراض الحساسية خاصة على مستوى العيون من ناحية، والوضع البيئي الناجم عن تلوث المحيط والبيئة من ناحية أخرى. ومازاد من حدة استياء وتذمر السكان على حد تصريحاتهم، هو تجاهل الجهات الوصية لمطالبهم المتكررة بشأن التكفل بالوضع الذي أرهقهم كثيرا، لاسيما أن حياتهم تعد في دائرة الخطر وعلى المحك بعدما تزايد معدل التسربات التحتية للمياه القذرة، مشيرين إلى أن قيام مصالح بلدية حاسي الرمل بمباشرة أشغال إعادة تجديد وتأهيل الشبكة الرئيسة للمياه الصالحة للشرب، وتوقف صلاحياتها في جهر الدهاليز أمام أبواب العمارات، أمر غير كاف ما لم تتدخل مصالح التطهير بمؤسسة ديوان الترقية والتسيير العقاري لتنظيم حملات صيانة دورية من شأنها إعادة الاعتبارلأحد كبريات الأحياء بعاصمة الغاز، وعليه يبقى يأمل سكان الجهة تدخلا سريعا وعاجلا من قبل المؤسسة المعنية قبل استفحال الأوضاع البيئية المرشحة للتفاقم يوما بعد يوم، لاسيما مع ظهور أسراب الناموس في عز أيام الخريف وفشل محاولات التصدي لها من قبل مصالح البلدية جراء الوضع المشار إليه، ولم يبق أمام السكان غير مناشدة والي الولاية التدخل لانتشالهم من هذا الواقع المزري الذي حول يومياتهم إلى جحيم لا يطاق.