تسببت الأمطار والسيول الأخيرة التي عرفتها ولاية سكيكدة في كوارث حقيقية في سكيكدةالمدينة وعدد كبير من بلديات الولاية حيث لا تزال التقلبات الجوية التي اجتاحت ولاية سكيكدة في اليومين الماضيين والمتواصلة تصنع الحدث وتهدد حياة الكثيرين بولاية سكيكدة. وعلم من مصادر موثوقة أن السيول قد تسببت أمس الأول في انهيار ترابي لطريق قرب مسجد الصحابي أبي هريرة بمنطقة سطورة العتيقة بمدينة سكيكدة. الانزلاق الذي حدث في حدود الساعة الرابعة من فجر أمس الأول أحدث هلعا كبيرا في أوساط السكان القريبين من المكان وأصبح يهدد المسجد المذكور بالانهيار وجميع لواحقه. كما أن الأنهيار الذي يبلغ طوله حوالي 30 مترا عزل العائلات القاطنة بالقرب من المسجد. إمام المسجد أكد أن الوضع أصبح يشكل خطرا على المصلين والسكان القريبين من المكان على حد سواء، مطالبا الجهات المعنية التدخل العاجل لإيجاد حل لهذا المشكل الذي يتهدد بالإضافة إلى المسجد ولواحقه حياة المئات من المصلين الذين يأتون من القرى القريبة وحتى السواح اللذين يقصدون المنطقة باعتبارها منطقة سياحية كما ه معلوم. إلى ذلك أكد نائب رئيس الجمعية الدينية للمسجد أن اللجنة راسلت الجهات المعنية في العديد من المرات، غير أن دار لقمان بقيت على حالها إلى يومنا هذا. وفي هذا السياق أدت السيول إلى انهيار سقف بناية قديمة بحي مصطفى فروخي بوسط المدينة، أسفر عن إصابة عجوز بكسور مختلفة حسب عائلتها بعدما تم انتشالها من تحت الأنقاض. أبدى سكان العمارة تخوفهم من سقوطها في أية لحظ. وفي سياق متصل سجلت يوم أمس في مدينة سكيكدة وأطرافها سلسلة من الانزلاقات الأرضية نتجت عن الأمطار الغزيرة التي تساقطت طيلة الأسبوع الماضي حيث وقع انزلاق التربة في الجهة العلوية من مرتفعات سطورة ترتب عنه انهيار جزء من الطربق بين كورنيش سطورة والساحل الغربي لخليج سيريجينا. كما انهارت أرضيات عديدة في مرتفعات بولقرود في الجهة الشمالية الغربية للمدينة تقع علي حافة الطريق الولائي رقم 28 بين سكيكدة وسطورة وسقط سقف علوي لعمارة قديمة في حي النابوليتان، فيما بدأت ثلاثة جدران في التصدع بفعل الأمطار بحي السويقة بالقرب من مؤسسة الصحة الجوارية. هذا وأصبحت الانزلاقات تشكل خطرا حقيقيا على المباني والطرقات حيث إن الدراسة التي أوكلت في سنة 2005 إلى المؤسسة الفرنسية تيراصول المتخصصة في الانزلاقات الأرضية أثبتت أن هذه الانزلاقات لا تشكل خطرا على التربة في شكلها العام ولكن يتعين الحذر من البناء في المرتفعات ذات الأرضية الكلسية المسماة بالشيست الكائنة في سطورة والزفزاف وبولقرود.