تأكدت الشكوك التي حامت حول بعض الجزائريين ممن شاركوا الوفد الجزائري الذي زار الرئيس السوري بشار الأسد، على أن من بينهم جزائريون تشيعوا حديثا، وأنهم قاموا بذلك قربانا لشيعة العالم عموما والجزائر خصوصا، وذلك بتمويل من إحدى المؤسسات التابعة للرئيس السوري. وحسب ما أكدته مصادر "البلاد"، فإن من بين الوفد الثاني من نوعه الذي زار الرئيس بشار الأسد، بداية الشهر الحالي كان من بينهم شباب جزائري من إحدى الولايات الشرقية، متشيع، كان من بين أبرز المنظمين والمشاركين في الحملة، وهو شاب الذي ظهر في العديد من الصور التي بثتها وسائل إعلام كثيرة، مما جعل أهالي الولاية يسارعون إلى نشر تصريحاته على اليوتوب وتدخلاته واتصالاته مع القنوات الشيعية وبالتحديد على العالم الشيعي كمال الحيدري، وفي هذا التسجيل يبين أنه شيعي، حيث يظهر في هذا التسجيل ما قاله المدعو هشام وهو ليس اسمه الحقيقي بالتفصيل، حيث إن أهل بلدته عرفوه من صوته وأنه حاول التمويه باستعمال اسم آخر، كما ثبت صوته وتأكد منه أهل حيه والناس الذين يعرفونه في الولاية الشرقية عندما حاور أهل السنة عدة مرات، وهو يستعمل باسم مرتضى في منتدى الدفاع عن السنة في المغرب العربي، وهو الأمر الذي أثار استغراب أهالي هذه الولاية عندما شاهدوا صورته، إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد قبل الانتقال إلى لبنان التي رفض بعض أعضاء الوفد، كما علمت "البلاد" دخولها لأسباب وإن لم يعلن عنها إلا أنها ليست بعيدة عن رفض اللقاء مع قيادات حزب الله وميشال عون. وتضيف ذات المصادر أن هؤلاء الشيعة الذي زاروا سوريا ليسوا من بين الاحزاب ولا الشخصيات الكبيرة ،ولا الاطارات السابقة بل أغلب هؤلاء الشيعة من الشباب المتشيعين ، كما أضافت ذات المصادر أنه من بين من زار الرئيس الأسد أشخاص "تربطهم علاقة قوية" بالكاتب صادق سلايمية الذي اتهمه مسؤول الصحوة السلفية الجزائرية، عبد الفتاح حمداش زراوي بالتشيع ودعم الشيعة في الجزائر، هو الذي دافع عنهم صراحة في إحدى وسائل الإعلام في مناظرة مع زعيم الحركة السلفية الجزائرية. وقد قوبل الوفد العائد مؤخرا من سوريا، باستنكار شرائح واسعة للخطوة واعتبارها "عارا" لا يمثل الشعب الجزائري المساند للسوريين في ثورتهم من أجل الحرية، وكان الوفد الذي ضم شخصيات سياسية وإعلامية واجتماعية وأكاديمية برئاسة رمضان بودلاعة، التقى الرئيس السوري بشار الأسد، وسافر لاحقا إلى لبنان حيث اجتمع مع الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله ورئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون، وأثارت الزيارة التساؤلات وجدلا في الساحة السياسية والإعلامية. وفي بيان أصدرته بالمناسبة جبهة الصحوة السلفية الجزائرية، تبرأت من هذا الوفد ووصفته ب«المشؤوم"، واعتبرت الزيارة "ممسوخة ومخزية"، وطالبت الجبهة الشعب السوري بعدم تصديق هؤلاء، لأنهم -حسب قولها- لا يتكلمون باسم الجزائريين الذين يتبرؤون من ذلك انكارا لما يقوم به الرئيس السوري بشار الأسد، فيما انتقد رئيس التنسيقية الجزائرية لدعم الثورة السورية إسماعيل حريتي، في تصريحات صحافية سابقة أعضاء الوفد ونفى عنه تمثيل الشعب الجزائري الذي قدم "تضحيات كبيرة في ثورة يشهد العالم أنها عنوان للأحرار". للتذكير، فقد سبق لوفد جزائري آخر أن زار الرئيس بشار الأسد، بداية شهر جويلية الماضي، ويضم عددا من الشخصيات السياسية والأكاديمية والإعلامية برئاسة الدكتور عبد المجيد حامدي، حيث تم بحث تطورات الأحداث التي تشهدها الساحة العربية والعلاقات التي تجمع الشعبين، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء السورية "سانا"، حيث عبر الأسد عن تقدير بلاده لمواقف الشعب الجزائري "الشجاع"، مؤكدا ثقته أن بلد المليون شهيد المعروف بتاريخه النضالي للتحرر من الاستعمار ومواجهة التطرف والإرهاب سيواصل مع سوريا وشرفاء الأمة العربية الدفاع عن قيمنا العربية الأصيلة وكرامة الشعب العربي مهما اشتدت الظروف.