قرر عمال أرسيلور ميتال إلغاء الإضراب العام المفتوح الذي كان مبرمجا غدا، فور اتخاذ المدير العام فانسون لوغويك قرارا بإنهاء مهام اللجنة التي كان الإتحاد الولائي للعمال الجزائريين قد نصبها من أجل التحضير لانتخابات تجديد الفرع النقابي. وتأتي هذه التطورات في أعقاب تأييد 4 آلاف عامل لمطلب انتخاب نقابة حرة ومستقلة للفولاذ، بعد تزكية اقتراح الانسحاب من تحت مظلة المركزية النقابية للابتعاد نهائيا عن الاتحاد المحلي بسيدي عمار الذي يشرف البرلماني السابق عيسى منادي على تسيير شؤونه، لأن جناح كشيشي يتهم كلا من منادي والطيب حمارنية بالكثير من قضايا الفساد في مركب أرسيلور ميتال. وأكد الناطق الرسمي باسم العمال داود كشيشي في بيان تسلمت "البلاد" نسخة منه "على احتواء المديرية الأزمة باتخاذها جملة من الإجراءات الميدانية التي أنهت الصمت الذي التزمته الوصاية إزاء الصراع النقابي الذي كان قائما بين جناحي كشيشي ومنادي لأزيد من شهر، على اعتبار أن العمال كانوا قد رموا بالكرة في معسكر الإدارة وطالبوها بضرورة الكشف عن موقفها الرسمي تجاه الأزمة النقابية القائمة"، لا سيما وأن نهاية الأسبوع الماضي كانت قد عرفت تنصيب لجنة تابعة للاتحاد الولائي للعمال الجزائريين، بغرض التحضير لانتخابات فرعية على مستوى الورشات والوحدات الإنتاجية، الأمر الذي فجّر موجة من الغليان في أوساط العمال المؤيدين لجناح كشيشي، والذين اتهموا المديرية بالتواطؤ مع منادي وجماعته لتسهيل مهمتهم في سحب البساط من تحت قدمي الناطق الرسمي باسم العمال. وبالتالي تنصيب جمعيات عامة انتخابية، رغم أن الأغلبية الساحقة من العمال زكّت مقترح الانسحاب نهائيا من تحت لواء المركزية النقابية، وتنصيب نقابة مستقلة، والتلويح بالإضراب الشامل والمفتوح جعل صفارات الإنذار تدق داخل المركب، مما أجبر المديرية على الكشف عن موقفها الرسمي، وتزكية كشيشي كممثل رسمي للعمال. إلى ذلك، قرر الناطق الرسمي باسم العمال تنظيم جمعية عامة طارئة صبيحة الغد تخصص لتشريح الوضعية الراهنة للمركب، خاصة بعد الصراع الذي طفا على السطح بشأن شرعية النقابة، وهي الجمعية التي سيحاول فيها كشيشي ترسيم كسب الشرعية، وبالتالي إحباط ما يعتبره مخططا انقلابيا وجهت فيه أصابع الاتهام إلى أعضاء الاتحاد المحلي بسيدي عمار، ولو أن كشيشي وعد بكشف التجاوزات الخطيرة التي تورط فيها نقابيون سابقون، استغلوا مناصبهم لإحكام سيطرتهم على الصفقات والمشاريع التي تمنح لشركات المناولة التي تزاول نشاطها على مستوى مركب أرسيلور ميتال.