علمت ''البلاد'' من مصادر خاصة أن القائمين على المسرح الجهوي لتيزي وزو الذي تديره الممثلة والمخرجة المسرحية فوزية آيت الحاج، تدارسوا خلال الأيام الماضية فكرة تأسيس مهرجان خاص بإبداعات المرأة في مجالات المسرح ومختلف الفنون المتعلقة به، وحسب المعطيات المتوفرة إلى حد الآن، فإن هذا المشروع الذي تقرر مبدئيا إطلاق طبعته الأولى في شهر ديسمبر القادم، يريد المسرح الجهوي لتيزي وزو العودة من خلاله إلى الساحة المسرحية بأكثر قوة وفعالية، والمساهمة في إبراز دور المرأة المبدعة في ''أبي الفنون''. وتشير مصادرنا إلى أنه ينتظر قريبا عرض ملف المشروع وتصوره وطبيعته على وزارة الثقافة للانطلاق في التحضير له وتجسيده ميدانيا. وفي السياق ذاته، طرحت مصادرنا مشكل قاعة العرض الذي يعاني منه المسرح الجهوي لتيزي وزو منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث لاتزال تجري حاليا أشغال إعادة التهيئة والترميم للقاعة الوحيدة التي يتوفر عليها المسرح، وهو مايعني أن المهرجان في حال الموافقة عليه من قبل الوزارة وانطلاق التحضيرات له، سيكون مرهونا بجاهزية قاعة العرض. ويضاف مشروع هذا المهرجان، إلى سلسلة المهرجانات والتظاهرات الوطنية والدولية التي رسمتها وزارة الثقافة في الفترة الأخيرة والتي بلغ عددها إلى حد الآن 119 مهرجان وطني ودولي مرسم، منها ماهو خاص بإبداعات المرأة على غرار المهرجان الوطني الثقافي للنسيج الذي أشرفت الوزيرة تومي على افتتاحه في ال 12 ماي الماضي بقصر ''رياس البحر'' في العاصمة. وكانت وزارة الثقافة قد استحدثت مطلع السنة الجارية، سبع مهرجانات جديدة وقامت بترسيمها منها أربعة مهرجانات تتعلق بالإنشاد الديني وهي مهرجان بوسعادة ممثلا لمنطقة الوسط وورقلة لمنطقة الجنوب ومستغانم لمنطقة الغرب، وقالمة لمنطقة الشرق، حيث ستختتم هذه المهرجانات بمسابقات في الإنشاد يشارك المتأهلون فيها إلى المهرجان الدولي للإنشاد الذي ينظم بقسنطينة في شهر أكتوبر القادم، وهو المهرجان الذي رسمته وزارة الثقافة بدوره في جانفي الماضي. وتنضم هذه المهرجانات مجتمعة إلى قائمة 104 مهرجانات مرسمة تشرف عليها الوزارة موزعة على 23 مهرجان ذو طابع محلي و23 مهرجان وطني، و65 مهرجان ذو طابع محلي، وذلك في انتظار الموافقة على ترسيم تظاهرات أخرى على غرار مهرجان قلعة بني حماد بالمسيلة. من ناحية أخرى، يثير العدد الكبير، نسبيا، من المهرجانات التي بادرت وزارة الثقافة إلى استحداثها وترسيمها، الكثير من الأسئلة في الساحة الثقافية خصوصا ماتعلق منها بجدوى هذا العدد الكبير والهدف منها، ففي الوقت الذي أثنى البعض على تثمين رموز الموروث الثقافي الجزائري من خلال تأسيس مهرجانات، يتساءل آخرون فيما إذا كان أكبر عدد من المهرجانات هو ما سيضمن فعلا الحراك الدائم للنشاط الثقافي في الجزائر التي تستعد هذه الأيام لتنظيم تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' التي تعد ثالث أكبر تظاهرة في تاريخها بعد ''عاصمة الثقافة العربية'' والمهرجان الثقافي الإفريقي.