يحتضن المسرح الجهوي بتيزي وزو من 6 إلى 12 ماي القادم المهرجان المغاربي للمسرح الأمازيغي، إضافة إلى أنشطة أخرى سيعرفها في الأيام القادمة، وذلك ضمن مسعاه الرامي إلى إيجاد مكانة مميزة في عالم الفن الرابع بالجزائر.يحاول مسرح تيزي وزو الجهوي أن يكون مخبرا لتجارب مسرحية متميزة لذلك يقوم دائما بالبحث عن النصوص المسرحية وعن المواهب الشابة، ويبعث من خلال المهرجان المغاربي عن لغة وإشارات مسرحية تترجم نصوصها وتجسدها فنيا على الركح. يشارك في المهرجان عدة فرق مغاربية لم يفصح القائمون عليه عن أسمائها، مكتفين بالإشارة الى أن فرقة مكلفة بالتحضير لتظاهرة دولية خاصة بالمسرح الأمازيغي وأخرى مكلفة بالمهرجان شبه المتوسطي. إضافة إلى حضور باحثين من عدة دول مغاربية فمن ليبيا سيحضر الباحث المعروف فرج سعد، ومن المغرب عبد الكريم برشيد والأستاذ فنيس، ومن تونس محمد بن عبد الجواد، وكلهم سبق لهم وأن تناولوا في دراساتهم الأكاديمية هذا المسرح الذي لا يزال يبحث عن لغته المسرحية الخاصة والمختلفة عن النصوص الأدبية. أما من الجزائر فسيشارك كل من الأستاذ شماخ، وسيد عدلي، ومحمد الصالح لونيسي وملياني الحاج وغيرهم، ومن بين ما سيعرضون الصيغ الخاصة التي تكون في متناول الفنانين المتعاطين مع هذا المسرح. للإشارة فإن مسرح تيزي وزو ينشط بشكل دائم، فلقد قدم في ظرف سنتين فقط ستة عروض مسرحية بالعربية والأمازيغية وهو الآن يحضر لمسرحيات جديدة تدخل في إطار تظاهرة "القدس عاصمة للثقافة العربية" من خلال مسرحية "القدس" ، ومسرحية "الأرض والدم" لمولود فرعون، كما يواصل فتح دوراته التكوينية لفائدة الهواة حيث أقام سنة 2008 وحدها 4 دورات تكوينية تخرج منها 80 ممثلا (محليا). أما في 20 أفريل الجاري وبمناسبة الربيع الأمازيغي فسيعرض مسرحية "سنيستري" للكاتب الراحل موحيا وهي ناطقة باللغة الأمازيغية، وهي أول مسرحية أمازيغية في الإطار المحترف، علما أن الانتاجات السابقة كانت كلها هاوية على الرغم من أن أغلب ممثليها من الهواة. المسرحية ذات طابع كوميدي ساخر لا تطرح تساؤلات فلسفية كبيرة لكنها تطرح ببساطة إحدى الظواهر الإجتماعية السلبية، تحكي حياة محامي تعرض للبطالة فيدخل ميدان "النصب" من باب الكذب الذي يصدقه السذج طواعية فيكثر ضحاياه. كاتب هذه المسرحية الراحل موحيا (1950 - 2004) لم يلقى حظه من الشهرة في الجزائر، عمل طويلا في الترجمة إذ ترجم لحوالي 20 روائيا عالميا، وهكذا انحصر نشاطه داخل بلاد القبائل ولم تجسد أعماله في مسرحيات ماعدا في المسرح الإذاعي، لكنه استطاع أن يثري الثقافة الأمازيغية ولم يسع يوما الى الشهرة أوالى الربح المادي وهو يحتاج اليوم إلى التكريم. لقد كان كاتبا ومترجما وشاعرا (موحيا عبد الله) الإبن البار لمنطقة عزاز?ة تلقى تعليمه الثانوي بمؤسسة "عميروش" بتيزي وزو، وتفوق على زملائه ليفتك الباكالوريا سنة 1968 ويلتحق بجامعة الجزائر ويحصل على ليسانس في الرياضيات في 1972، ثم يلتحق بالمدرسة العليا لهندسة الري بستراسبورغ، ثم باريس وينشط في الحركة الثقافية البربرية بباريس، إضافة إلى نشاطه الفني في فرقة موسيقية. للإشارة فإن مخرج هذه المسرحية كمال يعيش الذي يحاول احترام المقاييس الفنية الأكاديمية ويشارك فيها مجموعة من الشباب منها قعوج توفيق وعلام سامي وماكور بوعلام وصوريا بسعدي وغيرهم. كما سبق لمسرح تيزي وزو أن قدم عرضا مسرحيا بالعربية بعنوان "اللولب" نهاية الأسبوع بقاعة "المو?ار".