الصحافة العالمية وصفته ب«ملك الثروة" الذي بات في زنزانة المتصفح لوسائل الإعلام العالمية يوم أمس، يحس وكأن قضية ترحيل الخليفة إلى الجزائر هي ليست قضية محلية تخص عدالتها، إضافة إلى القضاء البريطاني الذي نفذ أخيرا الطلب الجزائري بتسليمه، بعد سنوات طويلة من احتمائه باللجوء فيها، بل هو قضية عالمية بامتياز، فقد أفردت وسائل الإعلام العالمية مساحات كبيرة في صفحاتها وعلى مواقعها الإلكترونية وفي نشراتها الإخبارية. القناة التاسعة الأسترالية: "ملك الثروة" تحصل عليه الجزائر بدلا من فرنسا كان الإعلام الأسترالي هو السباق في نقل خبر ترحيل الخليفة إلى الجزائر أول أمس، بسبب فارق التوقيت، حيث يبدأ النهار الجديد مبكرا عن بقية العالم في هذا البلد القارة الواقع في أقصى شرق الكرة الأرضية، فقد بادرت القناة الأسترالية التاسعة الإخبارية إلى نشر الخبر الذي بثته وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن السلطات القضائية التي أكدت تسليم المتهم الأول في "فضيحة القرن"، ثم أعطت نبذة عن القضية التي بدأت منذ عام 2003، وهي السنة التي انهارت فيها الإمبراطورية المالية، والتي كلفت الدولة والأفراد في الجزائر حسب تقرير القناة ما بين 1.5 و5 مليار دولار. كما ركزت القناة على أن الجزائر بتسلمها الخليفة تكون قد حققت "فوزا" على الطلب الفرنسي الذي أراد تسلم "الفتى الذهبي"، الذي وظف في "أيام عزه" ما يفوق 20 ألف شخص بالجزائر وأوروبا في مشاريع تنوعت بين شركة طيران وقناة تلفزيونية ونشاطات أخرى. الإعلام الفلبيني ينسى إعصار الطبيعة الذي ضرب بلاده بتغطية ترحيل نجم "إعصار الفساد" الجزائري! من جهتها، اهتمت الصحافة الفلبينية بخبر ترحيل عبد المومن خليفة إلى الجزائر، فقد عنونت صحيفة "مانيلا ستاندارد توداي" مقالها حول الموضوع ب«بريطانيا ترحل الملياردير الذي لم يتحصل على حق الطعن لدى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان"، وهو ما يشير إلى أن الجزائر مقبلة على محاكمة "الفتى الذهبي" البالغ من العمر 47 سنة، والذي جمع مقدارا كبيرا من الثروة قدرته ب3.6 مليار دولار بطرق غير قانونية وملتبسة ثم لجأ إلى بريطانيا التي رفضت محكمتها العليا في 3 ديسمبر الجاري منحه اللجوء بالمملكة المتحدة والذي كان بداية النهاية لمسلسل فرار "الفتى الذهبي" من العدالة الجزائرية التي أصدرت بحقه حكما غيابيا. الإعلام الصيني يشكك في القدرات العقلية للخليفة! أعادت معظم وسائل الإعلام الصينية نشر برقية "وكالة أنباء الصين الجديدة" المعروفة باسم "شينخوا"، والذي تناول حيثيات وظروف ترحيل عبد المومن خليفة إلى الجزائر، والإجراءات التي تم بها والتي فشلت خلالها كل مساعي بطل "فضيحة القرن" في الحصول على لجوء في برطانيا بعد رفض المحكمة العليا في لندن منحها إياه بداية الشهر الجاري. والملفت في ما تناوله الإعلام الصيني هو ما نقلته وكالة "شينخوا" عن ما وصفته بالمصدر القريب من الملف والذي أكد أن السلطات البريطانية أبلغت نظيرتها الجزائرية أن عبد المومن خليفة يعاني من مشاكل ذهنية ويتعاطى عقاقير مضادة للاكتئاب. الصحافة الفرنسية: لا يزال هناك الكثير من الأسرار في نشاطات الخليفة مع أطراف فرنسية عادت الصحافة الفرنسية الصادرة أمس غداة وصول عبد المومن خليفة إلى الجزائر، تنفيذا لقرار تسليمه من طرف السلطات القضائية البريطانية، فقد نقلت صحيفة "لوباريزيان" تأكيد خبر ترحيل "الفتى الذهبي"، مبرزة أهم محطات صعوده السريع في عالم المال والأعمال وإنشائه إمبراطوريته المتنوعة من شركة النقل الجوي ومحطة تلفزيونية. وأكدت الصحيفة أن الخليفة تعامل مع العديد من الأطراف الفرنسية من مجال الرياضة، حيث كان الراعي الرئيسي لنادي "أولمبيك مرسيليا"، الذي أراد من خلاله ولوج عالم الشهرة العالمية بربط اسمه واسم شركته بالنادي الفرنسي المعروف، وكذلك في تعامله مع نجوم السينما الفرنسيين مثل "ديبارديو" و«دونوف"، الذين كانوا من "ندمائه" في السهرات الكبيرة التي كان يقيمها الفتى الذهبي بمقرات إقامته الفاخرة على التراب الفرنسي. الإعلام البريطاني... خارج الخط! بالرغم من أن المملكة المتحدة هي طرف في عملية ترحيل الملياردير الجزائري الهارب عبد المومن خليفة، إلا أن الإعلام البريطاني بصحفه وقنواته التلفزيونية تعامل مع القضية ببرودة شديدة، فقد اقتصرت التغطية للخبر بإشارة قصيرة للموضوع في نشرات أخبار البي بي سي في قناتيها الناطقتين بالعربية والإنجليزية في ليلة أول أمس عقب استكمال الترحيل مباشرة، ثم غاب الخبر عن مواقع الصحافة البريطانية، التي اقتصر جل اهتمامها بليلة عيد الميلاد وكيف احتفلت به الملكة والعائلة الملكية. فحتى موقع قناة "بي بي سي" العربية الذي كان موضوع الخليفة هو الأقرب لاهتماماته تجاهل الخبر واهتم بباقي القضايا والأخبار في العالم العربي، التي أخفت خبر مستجدات "فضيحة القرن" بالجزائر عن قائمة أهم الأخبار في موقع الشبكة الواسعة الانتشار.