نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" أنها اطلعت من خلال مصدر مقرب من ملف المتهم الأول في "فضيحة القرن" بالجزائر عبد المومن خليفة بأن وزارة الداخلية البريطانية قد أبلغت السلطات الجزائرية أن هذا الأخير "يعاني من مشاكل نفسية وهو يتعاطى عقاقير مضادة للاكتئاب". وقالت الوكالة إن هذه المعلومات تم تسليمها مطلع الشهر الجاري، وهو الموعد الذي أصدرت فيه المحكمة العليا البريطانية حكمها برفض منح اللجوء ل«الفتى الذهبي الأسبق في الجزائر". ولم يذكر الخبر طبيعة المشاكل النفسية التي يعاني منها الخليفة، وما إذا كانت كبيرة الى درجة فقدانه الأهلية القانونية، الأمر الذي يمكن أن يلغي محاكمته من أساسها ويتم توجيهه الى مستشفى الأمراض العقلية بدلا من السجن! ولأجل هذا الغرض توقعت مصادر الوكالة أن تعمل السلطات الجزائرية بمقتضى هذا التقرير البريطاني و«ستقوم بإخضاعه لفحوصات طبية جسدية ونفسية، ثم تضعه في زنزانة انفرادية في سجن سركاجي بالجزائر العاصمة، مع توفير وسائل المراقبة الشاملة والدائمة لتصرفاته خشية إقدامه على الانتحار". وتعيد هذه المعلومات الى الأذهان مجددا الوضعية النفسية والعقلية لعبد المومن خليفة، التي بدأت الشكوك حولها منذ مقابلته الشهيرة مع قناة الجزائرية القطرية من العاصمة البريطانية لندن في شهر فيفري من عام 2007، والتي اعتبر الكثير من المحللين والمختصين في الطب النفسي أن الملياردير السابق كان يتصرف بصورة غير طبيعية تشبه إلى حد كبير سلوك مدمني المخدرات. وهو الأمر الذي يمكن أن تكون له أسباب موضوعية في التطورات الدراماتيكية حيث تحول من "الفتى الذهبي" الذي كان في متناول يده الملايير الى مطارد في بريطانيا، وإصدار حكم غيابي ضده بالسجن المؤبد، إضافة الى إجراءات الترحيل الى الجزائر تتهدده في كل لحظة، وهو ما يدفعه للجوء الى المخدرات ومختلف أنواع المهدئات. لكن قضية الأزمة النفسية التي يمر بها المتهم الأول في فضيحة القرن يمكن أن تكون مهربا يريد من خلاله الخليفة الإفلات من الحكم القضائي الذي ينتظره مجددا، عبر إظهار أن قدراته العقلية سيئة، وهو ما يعتبر في القانون مانعا من موانع الأهلية، الذي يحول دون تنفيذ العقوبة عليه، وحتى إلغاء المحاكمة أصلا، ويأمر القاضي بالحجر عليه وإدخاله في مصحة للأمراض العقلية، ويتفادى بذلك قضاء سنوات طويلة في السجن. وأيا كان الاحتمال الذي يصح على حالة الخليفة، فمن دون شك أن التقرير الذي تسلمته السلطات الجزائرية من نظيرتها البريطانية حسب مصادر وكالة أنباء الصين الجديدة، فإن قضية الصحة العقلية والأهلية القانونية ستكون من أهم العناوين والعناصر التي ستميز مثول المتهم الأول في القضية أمام المحكمة التي تنظر فيها، حيث ستكون هذه النقطة محل شد وجذب بين محامي الدفاع الذين سيسعون لاستعمال الملف كورقة في صالح تخفيف أو إلغاء العقوبة عن موكلهم، فيما سيكون على ممثلي الادعاء دحض هذه الحجة والتأكيد على أن الملياردير السابق يتمتع بقدرات عقلية طبيعية، ويجب أن يحاكم محاكمة حضورية بعد سنوات إفلاته من العدالة الجزائرية.