تعيش الطالبات المقيمات بالحي الجامعي باسطوس، بتيزي وزو، أوضاعا مزرية بسبب افتقارها لأدنى شروط الإيواء ورداءة الخدمات الجامعية، لاسيما حالة الاكتظاظ داخل الغرف وانعدام الأمن ورداءة الوجبات الغذائية، إضافة إلى مشاكل النظافة وغياب التكفل الصحي ونقص النقل الجامعي، وغيرها من المشاكل التي جعلت يوميات القاطنات صعبة. وأكدت العديد من الطالبات القاطنات بالحي الجامعي باسطوس، الذي يتضمن 3 أحاء جامعية، أن حيهن يعاني نقائص كثيرة أرهقت حياتهن اليومية، وأفقدتهن الرغبة في الدراسة. وتأتي في مقدمة المشاكل نقص الأمن الذي أصبح هاجس أمام الطالبات، حيث أكدت العديد منهن أن أعوان الأمن كثيرا ما يغفلون عن القيام بمهامهم، وأصبحت الإقامة قبلة للعديد من المنحرفين. كما أشارت العديد منهن إلى أنه يسمح لبعض المنحرفات الدخول للإقامة ويمارسن كل أنواع التجاوزات كالسرقة وتهديد القاطنات بالسلاح الأبيض، فضلا عن التحرشات اللاأخلاقية. وأكد الطالبات أن الحي الجامعي باسطوس أصبح يتشكل من مجموعة من الفرق، كل فرقة تهدد الأخرى. وأضافت في ذات السياق أن هذه الحالة أجبرت العديد من الطالبات على التخلي عن الغرف الممنوحة لهن وفضلن التنقل يوميا إلى المنازل رغم بعد المسافة، تخوفا من التعرض للاعتداء. وأضفن أنه في كل مرة يخرجن في عطلة يجدن أغراضهن مسروقة وغرفهن مخربة، و«هذا دليل على عدم قيام أعوان الأمن بمهامهم"، حسب تصريح إحدى القاطنات. من جهة مقابلة تحدثت الطالبات عن مشكل آخر لا يقل أهمية عن سابقه، وهو سوء الإطعام بالإقامة، حيث كشفت الطالبات أن الوجبات المقدمة رديئة كما ونوعا، خاصة في إقامة حسناوة 4. وأكدت المقيمات في ذات الصدد أنهن ينتظرن أزيد من ساعتين في الطوابير الطويلة والمملة مقابل “وجبة لا تؤكل ولا تسد الجوع". وأشرن إلى تجاوزات يمارسها بعض عمال المطاعم في حقهن من شتم وسب وإهانة، دون مبالاة المسؤولين رغم الشكاوي والمراسلات التي رفعتها الطالبات في العديد من المرات. ونظرا للصعوبة في الحصول على الوجبة الغذائية صرحت الطالبات أنهن يلجأن إلى محلات خارجية لاقتناء ما يسد جوعهن. بالإضافة إلى مشاكل أخرى كمشكل التذبذب في تزويد الإقامة بالماء، وانقطاع التيار الكهربائي بما فيها في أوقات الامتحانات، وكذا نقص التكفل الصحي بهن. وحسبما أفادت به القاطنات فإن العيادة الطبية نادرا ما تكون مفتوحة وتفتقر للأدوية. وكشفت القاطنات أن العيادة تتوفر فقط على أدوية عادية مثل “الباريسيتامول" لأوجاع الرأس. هذا فضلا عن النقص الفادح للنقل الجامعي إلى كل الخطوط. وانتشار الأوساخ داخل مرافق الحي والأجنحة والمطعم. والاكتظاظ الكبير داخل الغرف. وفي هذا الصدد كشفت إحدى أعضاء لجنة الحي أنهن رفعن مراسلات ولائحات للإدارة بصفة متكررة، ومنذ سنوات، لأجل تحسين الأوضاع بالحي وحل المشاكل القائمة، لكنها أكدت أن لا شيء تجسد ولا أحد تدخل.. ومعاناة القاطنات مستمرة.