طلبت حركة النهضة من وزارتي الفلاحة والتنمية الريفية والمالية، نشر تقرير ''مفصل'' حول زيارة التقنيين والبياطرة الجزائريين إلى السودان لتقييم الوضع والإمكانيات التقنية والصحية لاستيراد اللحوم الحمراء من هذا البلد وكذا الآليات المعتمدة في توجيه سوق اللحوم بالجزائر، إضافة إلى الاحتياطات التي اتخذتها الحكومة لحماية العملة الصعبة والدراسات المعتمدةئفي الاستيراد وحماية الاقتصاد الوطني، قبل شهر تقريبا من حلول رمضان الكريم·وتساءلت حركة النهضة- في سؤال شفوي لنائبها في المجلس الشعبي الوطني امحمد حديبي، إلى وزيري الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى، والمالية كريم جودي- عما إذا كانت ''الإرادة السياسية لمثل هذه القرارات الشجاعة أصبحت تحت سيطرة اللوبيات ومافيا اللحوم التي أصبحت تنهك جيب المواطن ولا ترحمه حتى في شهر الرحمة''، وتحويل الأنظار عن ''تحالف سماسرة مافيا اللحوم وضعف الجهاز الإداري أمام الضغوطات وتوجيه السوق لصالح مجموعات معينة بذاتها والتي تكلف الخزينة العمومية خسارة كبيرة بالعملة الصعبة''· وأوضحت النهضة أن الجزائر كانت ''ستربح ثلثي المبلغ المخصص للاستيراد بالعملة الصعبة''·وعادت نائب النهضة إلى قضية إرسال الفرق الصحية والتقنية التابعة لوزارة الفلاحة إلى السودان لمعاينة اللحوم الحمراء في هذا البلد العربي، والتي لم يتم نشر تقريرها للرأي العام رغم مرور أكثر من خمسة أشهر كاملة من عودتها، وذلك بغية دفع الشبهات والأقاويل التي اتسعت رقعتها، تضيف النهضة، غير أن الملاحظ حسب نص السؤال أن هذه العملية ''تبعتها حملة من البعض لتشويه الصورة أو أي تعاون عربي - عربي في إطار التكامل الاقتصادي''، وتساءلت النهضة عن الأسباب التي كانت وراء التزام ''الصمت المطبق من الوزارة المعنية وتسترها على الأطراف التي كانت وراء هذه الحملة''، التي سعت ''لتوقيف وعرقلة عملية الاستيراد للحم السوداني لمصلحة المواطن الجزائري الذي سيشتري لحما ما قيمته 300 دج بمواصفات صحية و جودة عالمية مثل ما تسرب من طرف بعض البياطرة بدل أن يشتريه بقيمة أكثر من 900 دج''·واستوضحت النهضة وزارة الفلاحة عن الأسباب التي دفعتها إلى استيراد اللحوم الحمراء من بلد آخر لا يتماشى ''غذائيا وصحيا ودينيا'' مع البيئة الجزائرية وحتى الإفريقية، خصوصا تضيف النهضة وأنه ''يتداول اليوم وجود بعض الفيروسات البيئية التي تضر بالمواطن الجزائري- حسب خبير في الصحة البيطرية- في غياب التعتيم الإعلامي لمعرفة الحقيقة''، في وقت لم تقم مصالح وزارة الفلاحة بالكشف عن تقرير اللجنة الصحية للبياطرة التي قامت بمعاينة اللحم السوداني ولماذا يتم رفض اللحم السوداني وعرقلة استيراده، رغم الجودة العالية التي يتميز به إضافة إلى معقولية أسعاره، في حين ''يتم فتح الباب لجهات أخرى على حساب صحة المواطن وجيبه والخزينة العمومية''وكان رشيد بن عيسى، قد أقر أن تقارير بعثة الأطباء البيطريين الجزائريين إلى السودان كانت إيجابية، وأن المصالح البيطرية بين البلدين في اتصال دائم ومستمر·