رصد موقع "العربية.نت" شهادات لعائلات ضحايا الطائرة العسكرية المنكوبة بأم البواقي، والتي راح ضحيتها 77 راكبا، من عسكريين ومدنيين، وهو الحادث الذي ما تزال تداعياته تخيم على الجزائريين، خصوصاً العائلات المتضررة والتي فقدت فلذات أكبادها. انتقلت مراسلة الموقع بالجزائر الزميلة نوال عياض، إلى مسقط رأس بعض ضحايا الفاجعة بعدما تمكنت من الحصول على عناوينهم في المستشفى العسكري بقسنطينة، أين تمّ نقل الضحايا. وتؤكّد الصحفية أنّه وفور وصولها إلى مسقط رأس الباهي شهيلي، وهو قائد فرقة الدرك في ولاية تمنراست، وهو احد ضحايا الطائرة العسكرية، حتى وجدت العائلة منهارة تماما، بعد أن عاد شقيقه من مستشفى العسكري في قسنطينة يحمل خبر عدم العثور على جثة أخيه. وأسرّ شقيق الفقيد للصحفية بأنه لم يجد سوى رأس أخيه الذي تشوه وتمكن من التعرف عليه، أما باقي الجسد فلا أثر له، وقد رفض استلامه حتى يتم العثور على باقي الجثة. وأضاف شقيق الباهي إن قوة انفجار الطائرة أدت إلى تفتيت الجثث ما استعصى على الأطباء تحديد هوياتها. ونظراً لانتشار بقايا الأجساد المتفحمة كان من الصعب على الأطباء الشرعيين في المستشفى تحليل كل تلك القطع الصغيرة والدقيقة، حيث تم وضع القطع التي تم التعرف عليها على طاولة في أكياس بلاستيكية صغيرة كتب عليها اسم كل ضحية. والباهي الفقيد يبلغ من العمر ثلاثاً وأربعين سنة ترك فتاتين وطفلا وزوجته، وكان على وشك التقاعد بعد أربعة أشهر، ولكن الموت أحاله إلى العالم الآخر. ورصد ذات الموقع قصة مشابهة في وادي نيني في أم البواقي التي فقدت الطيار رمزي حمديكن ذا الثلاثين ربيعاً، حيث لم تتمكن عائلته من العثور ولو على جزء من جثته. وتعيش العائلة الثكلى كابوساً منذ الثلاثاء الأسود خصوصاً والدته التي كانت تعلق آمالاً كبيرة عليه، وحتى أهل قريته التي تعاني الحرمان. والفقيد حمديكن كان حلمه أن يموت شهيدا، وقد تحقق له ذلك تقول والدته المفجوعة، كما كان يتمنى أن يساعد إخوته الأربعة على تجاوز عثرات الحياة خاصة بعد وفاة والده في حادث مرور قبل عقود. وقد وضعت مشكلة التعرف على الأشلاء المستشفى العسكري في قسنطينة وحتى وزارة الدفاع في موقف حرج وتحت ضغط إعلامي شديد، مما اضطر المستشفى إلى تسليم بقايا أجساد الضحايا إلى ذويهم من دون إخضاع الأجزاء الدقيقة إلى التحاليل. وحتى الآن تم تشييع أكثر من خمسين جثة أغلبها من ولاية عين الدفلى التي قضى فيها أحد عشر شخصاً، تليها ولاية أدرار التي فقدت ستة من خيرة أبنائها، بينما فقدت أم البواقي أربعة، فيما تنتظر عشرات الجثث "الإفراج" عنها لتذهب إلى مثواها الأخير.