^ متظاهرون ل"البلاد": "من حقنا المساهمة في القرار الذي يحدد مصيرنا" لم تتمكن التطمينات عبر التصريحات والتعليمات التي أصدرتها وزارة التربية الوطنية في إخماد نار الاحتجاجات التي توسعت في صفوف تلاميذ الأقسام النهائية عبر ولايات الوطن للمطالبة بتحديد عتبة الدروس قبل نهاية شهر أفريل، في حين شدّد الطلبة المتظاهرون من خلال مسيرات حاشدة غصّت بها كبريات المدن رفضهم القاطع لاستدراك هذه الدروس خلال الأسبوع الأول من العطلة بسبب إضراب الأساتذة الذي دام قرابة شهر كامل. شهدت أمس أغلب الثانويات في ولايات عنابة، الطارف، سوق أهراس، تبسة، سكيكدة، أم البواقي وبومرداس، جيجل، ڤالمة، بسكرة، برج بوعريريج، باتنة، المدية، الشلف، تيبازة، البويرة، تيارت والجزائر العاصمة، خروجا جماعيا للتلاميذ المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا للموسم الدراسي الجاري، مطالبين بتحديد العتبة بشكل فوري وتثبيت العطلة الربيعية بما فيها الأسبوع الأول. قاطع، أمس، طلبة الأقسام النهائية بثانويات ولاية الطارف لليوم الثالث على التوالي مقاعد الدراسة وشنّوا وقفة احتجاجية للمطالبة بتحديد عتبة الدروس قبل شهر أفريل المقبل. وتساءل عدد من التلاميذ في حديثهم مع ‘'البلاد''، عن الأسباب التي دفعت الوزارة لتتأخر في تحديد العتبة مثلما جرت عليه العادة في السنوات الماضية. كما سيطرت أجواء الاضطراب على المشهد التربوي بعنابة حيث نظّم تلاميذ الأقسام النهائية بعنابة، مسيرة للمطالبة بتحديد عتبة الدروس، حيث انطلق المحتجون من ثانوية زيغود يوسف بحي الصفصاف، مرورا بثانوية المقاومة بالجسر الأبيض إلى غاية مديرية التربية. وقد انضم لهذه المسيرة تلاميذ كل من الثانوية التقنية وثانوية القديس أوغستين، في حين استقبل مسؤولون بالمديرية فوجا من هؤلاء التلاميذ، الذين قدموا مطلبهم لتبليغه إلى الوصاية. وقد جرى تجمع التلاميذ على غرار ما جرت عليه العادة وسط طوق أمني مشدد، من أجل منع هؤلاء المحتجين من السير نحو مقر الولاية، وقد حرصت الحشود التي قُدرت بحوالي ألف تلميذ على ترديد شعارات تطالب بتحديد العتبة في شهر أفريل ورفض استدراك الدروس الضائعة خلال أيام العطل. وجدد عدد من التلاميذ الذين التقيناهم بعين المكان بأن خروجهم للشارع جاء للمطالبة بحقوقهم لا أكثر وأن التنسيق الذي تم بين تلاميذ مختلف الولايات من أجل تنظيم مسيرات وتجمعات احتجاجية بشكل متزامن "تم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما الفايسبوك الذي سهل التواصل ولم تكن وراءه أية أطراف". أوضح ممثل عن تلاميذ قدموا من دائرة عين الباردة بأنه "بعد توقف إضراب الأساتذة قررنا ممارسة حقنا في الإضراب للتأكيد على أننا أهم عنصر في المعادلة التربوية وأنه من حقنا المساهمة في القرار الذي يحدد مصيرنا". وقام مئات التلاميذ المعنيين بامتحانات شهادة البكالوريا في ولايتي برج بوعريريج وميلة وجيجل باحتجاج سلمي لليوم الثالث على التوالي للتعبير عن مخاوفهم إزاء "فرضية" حرمانهم من عطلتهم الربيعية، رافضين في ذات الوقت استدراك الدروس التي فاتتهم بسبب إضراب الأساتذة وذلك أمام صمت الوصاية". وقد عبّر طلبة الثانويات الذين تجمعوا على مقربة من مديرية التربية بولاية سكيكدة أنهم "يرفضون أن يدفعوا ثمن تأخر الدروس الذي تسبب فيه الأساتذة في إضرابهم الأخير". "لدينا كل الحق في العطلة الربيعية ونرفض استدراك الدروس التي تتم عن طريق تسليمنا مطويات من طرف الأساتذة دون شرح ولا تمرينات" -يقول طلبة الثانويات-. وأوضحوا أن هذه الطريقة السريعة في تلقين الدروس بهدف إكمال البرنامج الدراسي بصفة كلية تضعف من مستواهم أكثر فأكثر، مقترحين أن تتم الدراسة بصفة عادية دون الإسراع ودون الحاجة لإكمال البرنامج السنوي". وذكر مدير التربية لولاية عنابة سليم بن نادر في تصريح ل«البلاد" أن وزراة التربية الوطنية قررت عبر تعليمة تم توزيعها على كل المؤسسات التربوية وضع برنامج لتعويض الحصص الضائعة وإنجاز ما تأخر من محتويات البرامج مع المحافظة على التدرج التربوي للنشاطات التعليمية من خلال لجنة خاصة. وستعكف هذه اللجنة على دراسة كيفية استدراك الدروس مع الأخذ في الحسبان مدى التدرج في الدروس على مستوى كل ولاية بل كل مؤسسة تربوية وعدم التسبب في اضطراب التلميذ في مساره الدراسي. وأشار نفس المصدر إلى أنه بعد "تفرغ اللجنة المنصبة من عملها سيتم إعداد منشور بناء على توصياتها ليرسل إلى كافة مديريات التربية التي ستعمل على تطبيقه ميدانيا".