أوضح أمس بن زمرة مصطفى، مدير الامتحانات والمسابقات لفرع الجزائر العاصمة أن تاريخ امتحان البكالوريا المحدد في 1 جوان القادم لم يتغير، وقال: إن تلاميذ أقسام البكالوريا رفضوا ويرفضون بشكل مباشر استدراك الدروس الضائعة منهم بسبب إضراب الأساتذة يومي السبت والثلاثاء، ويرفضون أيضا حرمانهم من العطلة الربيعية، ولا يقبلون بأي تأخير لتاريخ امتحان شهادة البكالوريا. وهم بذلك وفق ما أوضح جميعهم يرفضون أي استدراك، ويطالبون بتحديد عتبة الدروس التي سيُمتحنون فيها. هذه بالفعل هي مطالب تلاميذ أقسام البكالوريا، وهم منذ ثلاثة أيام في حالة غليان من أجلها، حيث خرجوا من مؤسساتهم التربوية صوب الشوارع في عدد كبير من الولايات، ونظموا تجمعات واعتصامات أمام مقرات مديريات التربية، وقد عبّروا بأصوات عالية وفق ما قال المسؤول المُشار إليه عن رفضهم لأي استدراك للدروس التي ضيّعها منهم أساتذتهم جراء الإضراب المُنتهي الذي تواصل على امتداد 24 يوما، يرفضون أي عودة لهذه الدروس، وحتى إن دُرّست لهم فهم يطالبون ب »تحديد عتبة الدروس التي سيمتحنون فيها في امتحان شهادة البكالوريا«. وهذا في واقع الأمر هو التقليد السنوي الذي رسخته وزارة التربية الوطنية نفسها، واعتاد عليه التلاميذ، ولأن الإضرابات أصبحت »سُنّة حميدة!« مُتعارف عليها، ومُتلازمة لكل سنة دراسية، فإننا أصبحنا مُتعودين على أن وراء كل إضرابات للأساتذة خروج للتلاميذ إلى الشوارع ومقرات مديريات التربية عبر الولايات، وهو ما حصل على مدى سنوات. و»المُضحك المُبكي« في احتجاجات التلاميذ أن الأولياء هم أيضا ألفوا »خيار العتبة«، وأصبحوا هم أيضا جزء من الحركات الاحتجاجية لأبنائهم، وعوض أن يساهموا بالضغط على الوصاية والسلطات العمومية المعنية، وعلى النقابات أيضا من أجل حماية أبنائهم من بلوغ حدّ خيار »تحديد العتبة« هاهم ينضمون إلى أبنائهم، ويتحركون وإياهم في الشوارع، وأمام مقرات مديريات التربية، ويطالبون بما يُطالب به أبناؤهم. ولسنا ندري إن كانوا يعلمون حجم الدروس التي يُحرمُ منها أبناؤهم على امتداد سنوات ثلاثة أطوار ) 12 سنة(، ولسنا ندري إن كانوا يُدركون جيدا أن هذه الدروس التي تحرمهم منها 12 عتبة دراسية، هي في حقيقتها دروس هامة جدا وتُبنى بالضرورة عليها دروس ومناهج وبرامج الدراسة الجامعية، وحتى ما بعد التدرج، وإن افتقد إليها الطالب في مرحلة التّتلمُذ في الأطوار الثلاث الأولى، فإن مستواه سيلقى نصيبه منها في مرحلته الجامعية وما بعد التدرج. وحسب ما أوضح أمس مدير فرع العاصمة لديوان الامتحانات والمسابقات، الذي هوّن ممّا يقوم به التلاميذ، فإن التلاميذ الذين احتجوا يومي السبت والأحد الماضيين أمام مقر وزارة التربية في رويسو، هم طلبة السنة الثالثة المعنيين بامتحان شهادة البكالوريا، »اعتقادا منهم أنه سيتمّ تأخير هذا الامتحان، والواقع أنه لم يتغير ومازال على حاله«. وقال المدير الفرعي للعاصمة: »إن حوالي مائة تلميذ من السنة الثالثة ثانوي أغلبهم من ثانويات بعين النعجة حولوا الوصول لمبنى وزارة التربية الوطنية الكائن بحي بلوزداد للتعبير عن مخاوفهم، غير أن قوات الأمن منعتهم من ذلك، و بعدما تم التقرب من هؤلاء الطلبة لمعرفة مطالبهم عبروا عن رفضهم استدراك الدروس التي فاتتهم يومي الثلاثاء و السبت، بسبب إضراب الأساتذة، وكذا حرمانهم من العطلة الربيعية التي يعتبرونها حقا لهم مؤكدين انه ليس من العدل أن يدفعوا ثمن إضراب الأساتذة«. وفي رسالة تهدئة أوضح المدير الفرعي بن زمرة أن احتجاج التلاميذ هو من أجل اقتراح حل يلائمهم لاستدارك ما فاتهم من الدروس، وذلك عن طريق تحديد عتبة للدروس دون الحاجة للاستدراك«. وقال مصطفى بن زمرة: »من خلال جولة بعدد من الثانويات بالقبة وعين النعجة أكد المسؤولون أنهم لم يتلقوا إلى حد الآن أية تعليمة تحدد أيام الاستدراك وأنهم استقبلوا وفدا من طلبة السنة الثالثة ثانوي عبروا لهم عن مطالبهم المتمثلة في رفضهم استدراك الدروس يومي السبت و الثلاثاء و كذا عدم حرمانهم من العطلة الربيعية و كذا رفضهم تأخير موعد امتحان شهادة البكالويا«.