أعلنت الوكالة الفضائية الجزائرية، قبل يومين، عن إطلاق قمر جزائري التمويل لا ''الصنع'' يهدف إلى استشعار الأخطار قبل وقوعها· والإنجاز الفضائي رائع وأورع منه أننا من بلاد ''الهند'' أطلقنا قمرا كما استوردنا اللحم، ورغم أنه لا علاقة واضحة بين صفقة اللحم الهندي وإنجاز القمر الصناعي الذي أطلقته الهند باسمنا، إلا أنني وبحكم نيتي السيئة وجدت العلاقة بين لحم الهندوس وأقمار الهند الفضائية··!!في قديم ''سوق الفلاح'' حينما تبنت الدولة إستراتيجية ملء بطون الفقراء بحاويات البنان والكيوي، أذكر أن والدي المؤمن بأن ''الدولة'' ذراعها طويل، كثيرا ما اقتنى لنا مع كيلو القهوة، فأسا ورفشا، كما اقتنى لنا مع جهاز تلفزة صغير،''كرطونة'' من معجون الأسنان والإنسان، دون تذمر ولا احتجاج منه ولا منا، تلك الوقائع السابقة طفت إلى سطحى بعدما قرأت خبر أن الهند أطلقت لنا قمرا من محطاتها تزامنا وقيام وزارة بن عيسى باقتناء لحم رمضان من عندها، فمن سوق الفلاح نفسه وبالطريقة نفسها التي أجبر فيها والدي على دفع ثمن ''كرطونة'' من معجون الأسنان لاقتناء جهاز تلفزة، فإن أشقاءنا الهنود فرضوا علينا مقابل اقتناء قمر للاستشعار أن نستشعر مذاق ''لحمهم'' بدلا من لحم السودان··في الأمر صفقة فضائية مقترنة اقترانا مباشرا بأن دخول عالم الفضاء لن يتم إلا من خلال أغنام الهند، والنتيجة كما ترون أنه حتى في حالات ظهور أعراض جانبية في بطوننا التي ''ستُهنّد'' في رمضان هذا فإنه لا خوف علينا فلدينا قمر يستشعر الزلازل والكوارث الكبرى، كما يستبق التسممات مهما كان مصدرها، فقط، كان على الحكومة أن تخرسنا بتبرير أنها اضطرت إلى دخول عالم الفضاء فوق أغنام الهند··