قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية إن تردد وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي في الترشح لانتخابات الرئاسة يؤكد أن الجيش لا يرغب في قيادة دولة لديها مشاكل لا تعد ولا تحصى. ووصفت المجلة -في تقرير لها تحت عنوان "الكراسي الموسيقية"- استقالة حكومة حازم الببلاوي بالأمر المحيّر، وأشارت إلى أن البعض اعتبر الاستقالة محاولة لغسل سجل الحكومة، خاصة مع تصاعد الأزمات مثل انقطاع الكهرباء والإضرابات غير المسبوقة، وحملة الاعتقالات ضد المعارضين. وأضافت أن الحكومة الجديدة -التي أدت السبت اليمين الدستورية برئاسة وزير الإسكان السابق إبراهيم مِحلِب- ستواجه عقبات عدة، لا سيما أن بعض وجوهها ينتمون إلى نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وعلى رأسهم مِحلِب نفسه. ونقلت المجلة عن وزير الداخلية محمد إبراهيم -الذي احتفظ بمنصبه في الحكومة الجديدة إلى جانب السيسي- قوله إن محلب وعد بتقديم الدعم اللوجستي الكامل لمكافحة ما سماه الإرهاب، وهو أمر يسعد أنصار النهج المتشدد الذي زُج بمقتضاه بآلاف من المتعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمين في السجون، كما تسبب بمقتل مئات آخرين في اشتباكات مع الشرطة. ويبدو أن السلطات المصرية -بحسب المجلة- مقتنعة بأن حملتها الأمنية المدعومة من قطاع عريض من الشعب ومن وسائل الإعلام القريبة من الحكومة ستؤتي ثمارها. ويشار إلى أنه من المتوقع على نطاق واسع أن يتخذ السيسي "59 عاما" قرارا بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة التي يرجح فوزه بها، ويتعين عليه أن يستقيل من الحكومة ويتخلى عن صفته العسكرية قبل أن يخوض الانتخابات. من ناحية أخرى، وضع رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب أمس، استعادة الأمن في الشارع المصري على رأس أولويات حكومته التي تواجه تحديات كبيرة، أبرزها تواصل هجمات المسلحين ضد أفراد الأمن منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي مطلع جويلية الماضي. وأدت حكومة محلب، التي تتكون من 31 وزيرا، واحتفظ فيها المشير عبد الفتاح السيسي بمنصب وزير الدفاع، اليمين الدستورية، السبت، لتخلف حكومة حازم الببلاوي التي واجهت انتقادات واسعة لاتهامها بالفشل في مواجهة الوضع الاقتصادي المتداعي والإضرابات العمالية وتزايد الهجمات على أفراد الأمن، وهي التحديات ذاتها التي يتعين على حكومة محلب مواجهتها.