تواصلت ليلة أمس المواجهات بين الاباضيين والمالكيين في غرداية، تسببت في تسجيل عدة إصابات من الجانبين، منها حالة خطيرة لشاب أصيب على مستوى الرأس. فيما تم الهجوم على مقر لوكيل السيارات هيونداي بحي الحاج مسعود، والسطو على عدد من سيارات تابعة لخدمة مابعد البيع ومختلف قطع الغيار، زيادة على حرق محل خاص ببيع شاحنات من نوع شانا وحرق صيدلية بالقرب من المجلس القضائي. ولم يفلح الإنزال الحكومي غير المسبوق في تسوية الأوضاع في غرداية وإطفاء نار الفتنة، رغم أن الوزير الأول بالنيابة كان قد تنقل شخصيا رفقة كل من قائد الدرك الوطني اللواء بوسطيلة ووزير الداخلية، إلى جانب ممثل عن المديرية العامة للأمن الوطني ليلة السبت لأجل إيجاد حل سريع يرضي جميع الأطراف. وعادت المواجهات من جديد لتشتعل بغرداية، ليلة أول أمس، بداية من الساعة الواحدة صباحا بعد انتهاء الاجتماع الذي عقده الوزير الأول بالنيابة يوسف يوسفي مع أعيان المنطقة والوالي، حيث أصيب شخص يدعى "حجاج. أ« بضربة ساطور خطيرة على مستوى الرأس نقل على إثرها إلى المستشفى، وتم حرق محل الحاج سعيد لبيع شاحنات "شانا" وحرق وإتلاف جزء كبير من مركز التكوين المهني والتمهين في حي ابن اسمارة. فيما تم تسجيل محاولة حرق لمحل خاص بالمطفئات المضادة للحرائق. وذكر أعيان من الطرفين نشوب مناوشات كبيرة بين العرب في حي مسجد الإمام مالك ابن انس، في شعبة النيشان بغرداية، حيث قام مجرمون غرباء عن حي الشعبة بكسر كل أضواء الإنارة بغرض الهجوم على السكنات المزابية، لكن السكان العرب تصدوا للمجرمين الغرباء.. الأمر نفسه حدث في حي شعبة النيشان خلف السجن، الذي قدم إليه غرباء، وحاولوا الهجوم على حي بلعديس، لكن منعوا من ذلك. كما تم تسجيل مواصلة عملية حرق لغابات بومرافق بجوار قصر مليكة. وحاول بعض العرب الهجوم على حي باحماني بأعداد كبيرة على الساعة الواحدة صباحا، لكن تدخل شاحنة شرطة لإزالة المتاريس من الطريق بحي باحماني، حالت دون تطور الأمور. من جهة ثانية، شيعت أمس على الساعة الساعة السادسة مساء في جو مهيب، جثامين الشبان الثلاثة الذين لقوا حتفهم رميا بالرصاص ليلة السبت الفارط، بمقبرة حي مرماد التابعة للمالكيين الذين طالبوا بالقصاص لقتلاهم، وهددوا بتصعيد لغة العنف في حال عدم تقديم المتورطين إلى العدالة، وسجل هدوء نسبي بغرداية طيلة الفترة الصباحية بعد تعزيز وحدات الدرك والأمن للحراسة وتغطيتها الشاملة للطرقات والشوارع الفاصلة بين عرب غرداية وبني ميزاب. وأشارت المصادر إلى أن معظم الشباب من كلا الطرفين تعبوا من الحراسة الليلية للأحياء تجنبا للسطو والاعتداء على العائلات، لاسيما من طرف عصابات مجهولة استغلت الأوضاع للسرقة واقتحام الممتلكات. بن حبيلس تتهم جهات أجنبية بضرب استقرار الجزائر اتهمت سعيدة بن حبيلس، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، أطرافا أجنبية بمحاولة ضرب استقرار الجزائر من خلال جنوبها وبالتحديد غرداية، معتبرة أن أبناء المنطقة من المزابيين والمالكيين كانوا مثالا للتعايش السلمي لعدة قرون، وأن كل ما يحدث في غرداية بعيد كل البعد وغريب عن سكان غرداية وعن طبيعتهم وعن أخلاقهم، مؤكدة أن "الخلاطين" لم يستوعبوا فكرة استثناء الجزائر من سيناريو الربيع العربي، بالرغم انها في قلب الحدث بمجاورتها لتونس، وقالت بن حبيلس "أنا متيقنة أن أبناء غرداية أبرياء مما يحدث هناك، وأنهم يبذلون كل ما في وسعهم ويمدون يد العون لمصالح الدولة لإعادة الاستقرار". وأضافت "لا بد أن نبحث جميعا عمن يحرك ولصالح من، بالرغم من أنه واضح أن الأمر مدبر من أعداء الجزائر"، تستطرد بن حبيلس. ودعت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، الجزائريين والجزائريات إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة من باب أداء الواجب، وحفاظا على الحق المكتسب وقالت "حفاظا على كرامة الانسان لا بد على كل جزائري وجزائرية أن يشارك في الانتخابات المقبلة ويدلي بصوته لمن يرغب به رئيسا للجزائر، لأن أول شرط من شروط الحفاظ على الكرامة التمكن من التعبير عن النفس ولذلك يجب أن نعبر عما نريده". وكان الوزير الأول بالنيابة يوسف يوسفي الذي تنقل مساء السبت إلى غرداية، قد دعا إلى "توحيد الجهود من أجل عودة الوضعية إلى مجراها الطبيعي". كما وعد "بفتح تحقيق فوري لتحديد المسؤوليات وتطبيق القانون ومتابعة عمليات التنمية فور عودة الهدوء للمنطقة بعد اجتماع عقده مع التنسيقة المكلفة بمتابعة الأحداث وأعيان من غرداية.