تواصلت المواجهات بين شباب غرداية رغم زيارة يوسف يوسفي الوزير الأول بالنيابة، رفقة الطيب بلعيز وزير الداخلية والجماعات المحلية، أمس، وأسفرت بعد تصاعد وتيرتها بشكل خطير في يومها السابع على التوالي، عن إصابة شخص يدعى "حجاج. أ" بضربة ساطور خطيرة في الرأس، عقب انفجار أعمال عنف بحي ابن أسمارة إبتداء من منتصف ليلة أول أمس إلى غاية الخامسة من صباح أمس. واتسعت رقعة التخريب لتسفر عن حرق "شوروم" لبيع شاحنات "شانا"، وآخر خاص بعلامة "هيونداي"، فضلا عن إتلاف جزء كبير من مركز التكوين المهني والتمهين في الحي ذاته. واستمرت الفوضى ساعات من نهار أمس، لتنتقل إلى كل من حي مسجد الإمام مالك ابن أنس، وحي بلعديس في شعبة النيشان، وكسر غرباء ملثمون أعمدة الإنارة العمومية بالمنطقة، ليعقب ذلك هجوم على عشرات المنازل بقارورات المولوتوف، وطالت الفوضى لتؤدي إلى حرق غابات بومرافق في جوار قصر مليكة. ودفن القتلى الثلاثة أمس بمقبرة مرماد، بعد صلاة العصر، بناء على قرار المجلس المالكي عقب اجتماعه بعائلات الضحايا، ونظمت مراسيم الجنازة من طرف عديد الجمعيات بولاية غرداية وبحضور حشود كبيرة. وبخصوص ملف مقتل الشباب الثلاثة في أعمال عنف بغرداية مؤخرا، أكدت المديرية العامة للأمن الوطني أن الحديث عن وجود شظايا من مادة الحديد في أجسام الضحايا، أو الجزم بأن مصرعهم نتيجة طلقات نارية هو "كلام سابق لأوانه قبل ظهور نتائج التحقيق المفتوح من قبل شرطة غرداية "، وأبرز جيلالي بودالية، مدير الإعلام والعلاقات العامة بالمديرية العامة للأمن الوطني، أمس، أن التحريات في هذا الشأن جارية على قدم وساق، حيث تمت إجراءات المعاينة الميدانية فور تلقي الإخطارر فيما تجرى الآن عمليات التحاليل المخبرية اللازمة لكل ما تم اكتشافه في جثث الضحايا أوفي مكان العثور عليهم، وأكد أنه تمت الاستعانة بدعم المخبر المركزي قصد تعزيز المتابعة الشخصية للوضع الأمني لأحداث غرداية من قبل المدير العام للأمن الوطني، وقال بودالية "إن عبد الغاني هامل يطلع يوميا وعلى مدار الساعة على عمل المركز العملياتي الأمني الذي وضع حيز التنفيذ في 6 فبراير 2014، بأمر من وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز بهدف اتخاذ وتعزيز كافة الإجراءات الأمنية في إطار منسق حفاظا على أمن الأشخاص والممتلكات". ونفى بودالية وجود أي خلافات بين وزير الداخلية والمدير العام للأمن الوطني، مؤكدا أن ما يروج في هذا الشأن "مجرد افتراءات عارية عن الصحة، هدفها المساس بالمسيرة الحافلة للأمن الوطني"، مضيفا "الذين يريدون أن يروجوا لهذه الإشاعات هم واهمون وما يرسم في هذا الشأن ليس بالصورة الصحيحة".