أظهرت صور استقبال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لمدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى، جانبا جديدا من ملامح العهدة الرابعة التي تعتمد على إبراز لمسات رجال جدد على مستوى مؤسسة رئاسة الجمهورية، ولا يبدو أن ظهور بوتفليقة وهو يستقبل أحمد أويحيى جاء بمنأى عن الرسائل التي يحاول بوتفليقة توجيهها للكثير من الجهات والأطراف، إذ ترى العديد من المصادر أن أويحيى سيكون واحدا من رجال العهدة الرابعة أو أحد رجالات المرحلة القادمة. يفسر البعض عودة أحمد أويحيى للواجهة على أنه أمر متعمّد من خلال إبرازه كواحد من وجوه الأحداث السياسية في البلاد على ضوء الحراك الدائر، حيث يمكن لأويحىى المتواجد جنب بوتفليقة وقف زحف الكثير من الطامعين الذين نجح في إسكاتهم نتيجة عناه السياسي وحضوره القوي في الفعل السياسي. لقد أدت التفاعلات السياسية التي أعقبت ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة إلى إصابة معسكر العهدة الرابعة بارتجاج، ولم يكن من السهل استيعاب تصريحات عمار سعيداني، مثلما خلقت مزحة سلال وتصريح عمارة بن يونس العنيف فجوة مع قطاع واسع من الرأي العام، وجاء ظهور أحمد أويحيى رفقة عبد العزيز بلخادم لإنعاش معسكر العهدة الرابعة، حيث نفذ الثنائي هجمة إعلامية يمكن وصفها بالقوية، لتغيير ومسح آثار ما خلفته تصريحات عبد المالك سلال وعمارة بن يونس وعمار سعيداني التي تم استغلالها بشكل بشع للغاية، وأدت إلى تفاعل الشارع والأحزاب مع تلك التصريحات التي أثارت حفيظة عدة جهات سياسية وشعبية. وقد جاء ظهور أويحيى والتركيز المتعمد على إظهار حضوره السياسي والإعلامي في وقت تشتد فيه الضربات على معسكر العهدة الرابعة، كما يبرز الحضور السياسي لأحمد أويحيى خارطة طريق جديدة للسلطة التي تعد لترتيبات سياسية يكون عبد المالك سلال قد كشف عن جزء منها خلال التجمع الذي نشطه يوم أمس بتلمسان، فقد أظهر إصرارا على أن المرحلة القادمة ستكون لتعديل الدستور من أجل إحداث تغيير حقيقي نحو انفتاح ديمقراطي يمكن أن يؤدي إلى إحداث قفزة نوعية في التغيير المنشود، لكن ذلك لن يتم بمعزل على رجالات العهدة القادمة، أين تقوم السلطة بترتيب أوراقها لتلك المرحلة وفق أجندة سياسية محسوبة يمكن أن يتم من خلالها إشراك المعارضة أو قطاع واسع منها في هذه الترتيبات التي تأتي لتخفيف الضغط عن رجال الحكم، فقد اعتبر البعض أن أحمد أويحيى يمكن أن يكون رجل المرحلة القادمة وفق قالب إصلاحي يرضى أطراف اللعبة من المتصارعين هذه الأيام على قصر المرادية الذي لن يكون سوى بوتفليقيا مرة أخرى، حيث بوتفليقة في تكوينه ومساره السياسي ليس من الذين يسمحون بأن ينال منهم خصومهم بسهولة، على أن اللاعب الجديد الذي سيخرج من جلباب بوتفليقة لن يكون سوى "السي أحمد" الذي أظهر انضباطا كبيرا لا يمكن للكثير من جنود الجيوش القوية أن يلتزموا به.