نظم أمس حوالي 400 عامل في ميترو الجزائر، وقفة احتجاجية ببهو الشركة تنديدا بعدم استجابة إدارة شركة أر تي تي بي لزيادة أجور الموظفين وتحسين ظروف عملهم، وقد قرر العمال مواصلة الاحتجاج بعد فشل جولة الحوار التي قادتها نقابة المؤسسة مع الإدارة الوصية. الاحتجاج الذي شنه الموظفون، جاء بعد فشل حوالي 24 لقاء بين الإدارة ونقابة العمال، حيث يعد هذا الاحتجاج الثالث من نوعه بعد مضي حوالي 7 أشهر على إضراب مماثل، وقد لقي الإضراب استجابة كاملة في صفوف الموظفين والمسؤولين سواء وسط السائقين أو القائمين على شبابيك الدفع وكذا عمال الصيانة وأعوان الأمن، مما دفع شركة ميترو الجزائر للاستعانة بمسؤولي الشركة الفرنسية لتعويض العمال المحتجين وضمان الحد الأدنى للخدمات. فيما تمت رحلات الميترو مجانا بسبب إضراب العمال، الأمر الذي سيكلف الشركة خسارة أزيد من 500 مليون سنتيم عن كل يوم، وقد أدى إضراب عمال الميترو إلى تقليص عدد العربات من 400 إلى حوالي 80 عربة، أشرف على قيادتها مسؤولو الشركة لضمان خدمات النقل. وتمسك عمال الشركة في حديث ل«البلاد" بقرارهم القاضي بمواصلة الحركة الاحتجاجية بعد فشل المفاوضات التي جمعت بين ممثلين من النقابة وإدارة الشركة مساء أمس، حيث عرضت النقابة حسب أحد أعضائها جملة من المطالب والتي سبق أن كانت محل مفاوضات مع الإدارة التي قدمت وعودا بتسويتها، لكنها لم تجسد على أرض الواقع، لا سيما ما تعلق بزيادة الأجور ورفع المنح والعلاوات ومراجعتها بما فيها منحة الأكل ومنحة الخطورة، فضلا عن خفض ساعات العمل إلى أقل مما هي عليه أو احتسابها في الأجر الشهري. وأكد ممثل النقابة رضا أن هيئته اتخذت كافة الإجراءات القانونية المتعلقة بالحركة، حيث تم إبلاغ مفتشية العمل وكذا إخطار الشركة عن الحركة، نافيا أن يكون الاحتجاج مفاجئا، وأضاف أن الحركة الاحتجاجية جاءت تتيجة لترسبات الأوضاع التي فرضتها المؤسسة المسيرة، وتنديدا برفض الإدارة الاستجابة لمطالب العمال وتحسين ظروف العمل، موضحا أن أزيد من 400 عامل يعملون في ظروف صعبة جدا، وقال إن إدارة الميترو أبدت استجابة نسبية لبعض المطالب منها الموافقة على تعيين لجنة تقوم بدراسة منحة المخاطر وتحديد قيمتها، غير أن هناك نقاط اختلاف لم يتم الاتفاق بشأنها حول هذا المطلب، إلى جانب منحة الأكل، وهو ما جعل النقابة تعرض نتائج المفاوضات على العمال، غير أنهم أبدوا رفضهم لقرارات الإدارة، مما يعني مواصلة الاحتجاج إلى حين تحقيق استجابة كلية لكافة المطالب الذي ظلت عالقة منذ من 3 سنوات على تولي شركة أر تي تي بي تسيير مؤسسة الميترو.