تتبادل مداومات المترشحين للانتخابات الرئاسية بولاية عنابة ضمنيا اتهامات بتحريض الأنصار على اللصق العشوائي للصور وكتابة عبارات نابية وغير لائقة وصلت إلى حد وصف بعض المتسابقين ب«الأرانب. ولم تسلم مقرات المترشحين عبد العزيز بوتفليقة وبن فليس في أجواء الاحتقان غير المسبوقة بالولاية من محاولات الحرق والتخريب على غرار ما عاشته بلديتي برحال وسيدي عمار بشكل كسّر فتور الحملة الانتخابية التي لم تشهد حماسة وتجاوبا شعبيا يليق بمستوى الحدث. وانسحبت لجنة مراقبة الانتخابات مبكرا من مهمة ضبط الحملة الانتخابية التي تحولت إلى فوضى عارمة في نشر الملصقات الانتخابية في كل مكان، إلى درجة الاعتداء على الأماكن الأثرية، حيث حول المرشحون ساحة موقع آثار هيبون الأثري إلى فضاءات لنشر الملصقات، بالإضافة إلى نشر صور المرشحين قرب مراكز الانتخابات. وبلغ التنافس حد تبادل الشتائم والإهانات بين ممثلي المرشحين، كما حدث في عاصمة ولاية عنابة. وتم إيداع الشكاوى ذات الطابع الجنائي لدى مصالح الأمن، حيث قالت مديرية المترشح الحر علي بن فليس إن مداومتها ببلدية برحال تعرضت للحرق من طرف مجهولين. في حين قال مواطن إنه تعرض للاختطاف من طرف أنصار أحد المترشحين في بلدية شطايبي بالضاحية الغربية للولاية. وأمام هذا الوضع المكهرب، حذر والي عنابة ممثلي المترشحين من خرق القانون المنظم للحملة الانتخابية، بعد أن عمد أنصار المترشحين إلى تشويه المدينة بإلصاق الصور في كل مكان، وكتابة عبارات غير لائقة على جدران السكنات وواجهات المرافق العمومية، في الوقت الذي بدأت الأجهزة الأمنية تتحرك لوضع حد للظاهرة. وتكفي جولة قصيرة بوسط المدينة للوقوف على الوجه المقرف الذي صارت عليه، بفعل اللصق العشوائي لصور المترشحين في كل مكان، حيث ترك هؤلاء اللوحات الخاصة بهم، وراح أنصارهم، الذين تلقوا مقابلا على ذلك، يلصقون الصور في كل مكان، ويعمد آخرون إلى تمزيق صور بعض المنافسين وإلصاق صور أرانب مكانها. ولم تسلم واجهات المساجد والمحلات والمرافق العمومية، بما فيها مراكز البريد والمرافق التربوية، من الإلصاق العشوائي للصور. وعمد آخرون إلى كتابة عبارات تدعو إلى الانتخاب على مرشح معين، وعبارات نابية أخرى يستحي المتجول من قراءاتها. كما غزت الصور اللوحات الإشهارية التابعة للمتعاملين في الهاتف النقال، وإشارات التوجيه، والأعمدة الكهربائية. ولم يتمكن المصلون من أداء الصلوات أمام مكبرات الصوت التي صارت مباحة في الليل والنهار. كما يتم يوميا تكوين مواكب للسيارات والشاحنات والدراجات النارية التي تجوب شوارع المدينة، مؤثرة على سكينة المواطنين. كما تسببت هذه الخروقات في حوادث سير ومرور، أصيب على إثرها الكثير من المواطنين، خاصة من كبار السن والصغار. والأغرب أن أنصار المترشحين يعمدون ليلا إلى إلصاق صور المترشحين حتى لا يقعون في أيدي المصالح الأمنية التي لم تلق القبض على أحد يخرق القانون.