خيمت أجواء الاحتجاجات الشعبية اليوم على فعاليات الانطلاقة الرسمية للحملة الانتخابية للرئاسيات بولاية عنابة رغم تشديد قادة الأحزاب و ممثلي المترشحين عبر خرجاتهم إلى جعل من ال 17 أفريل المقبل موعدا لإحداث " التغيير المنشود" لبناء دولة ديمقراطية تضمن الحياة الكريمة التي ينشدها المواطن. انطلقت، اليوم، مجريات الحملة الانتخابية للرئاسيات القادمة على مستوى كافة بلديات ولاية عنابة بطريقة محتشمة، حيث لم تقم أي قائمة بتعليق صور مرشحيها عبر ثلاث بلديات نائية و هي شطايبي و العلمة و الشرفة في المواقع المخصصة للإشهار، أو في الجدران ولو بشكل فوضوي كما جرت العادة. فيما تلطّخت الشوارع و الساحات العمومية وسط المدينة بصور "فرسان" الرئاسيات بشكل عشوائي استدعى تدخل رئيس الهيئة التنفيذية المحلية لتهديد ممثلي المترشحين بعقوبات في حال استمر خرق القوانين.و لم يكاد يسمع "صوت" الحملة الانتخابية في يومها الأول، خارج أسوار القاعات المحتضنة لمختلف التجمعات على غرار المسرح الجهوي عز الدين مجوبي الذي شهد تنشيط الأمينة العامة لحزب العمال و المترشحة للرئاسيات لتجمع شعبي حذرت فيه بالمناسبة من "انفجار اجتماعي" اذا استمرت السلطة في سد آذانها عن الانصات لصوت الشارع، ولم تستقطب باقي التجمعات سوى اهتمام المناضلين و ممثلي باقي المترشحين، ولم تحرك مشاعر المواطنين المنشغلين بمتابعة بورصة أسعار الخضر والفواكه ومخلّفات سوء الأحوال الجوية والحركات الاحتجاجية التي قادتها مختلف الشرائح الاجتماعية، وهي كلها ''أحداث'' لم يدرجها بعد المترشحون للرئاسيات ضمن أجندتها الانتخابية. و الغريب في الأمر أن بعض البلديات الريفية لم يقصدها أي ممثل عن المترشحين الستة على غرار بلديات شطايبي و الشرفة و العلمة حيث لازالت اللوحات التي خصصتها المجالس البلدية بهذه الضاحيتين الغربية و الجنوبية بيضاء في انتظار صور المتسابقين على كرسي الرئاسة. و بالمقابل صار وجه مدينة عنابة منذ الساعات الأولى ليوم أمس ''مقرفا'' للناظرين، جراء اللصق العشوائي لصور المترشحين في كل مكان، حيث ترك هؤلاء اللوحات الخاصة بهم، وراح أنصارهم، الذين تلقوا مقابلا على ذلك، يلصقون الصور في كل مكان، ويعمد آخرون إلى تمزيق صور بعض المترشحين و وصف بعضهم ب"الأرانب". ولم تسلم واجهات المساجد والمحلات والمرافق العمومية، بما فيها مراكز البريد والمرافق التربوية، من الإلصاق العشوائي للصور. وعمد آخرون إلى كتابة عبارات تدعو إلى الانتخاب على مترشح معين، وعبارات نابية أخرى يستحي المتجول من قراءاتها. و قد حرّك هذا الخرق الواضح للحملة الانتخابية والي عنابة الذي حذر من تجاوز القانون، مؤكدا أن المدينة تعاني من التشوه، ليزيدها ممثلو المترشحين تشوها، ووجه تحذيرا. وعلمنا أن تعليمات أعطيت للمصالح الأمنية، من شرطة ودرك، للقيام بدوريات ليلية قصد المحافظة على طمأنينة السكان، ومحاربة كل من يقوم بخرق القوانين.