عرفت الجزائر أمس الخميس أهم حدث انتخابي، تمثل في الانتخابات الرئاسية التي صنعت الحدث من خلال تصاعد الأحداث أثناء الحملة الانتخابية التي سبقت يوم التصويت الذي تباينت فيها نسبة التصويت في مختلف مناطق الوطن. وصنعت صور تصويت المترشحين الستة الحدث، على غرار تأدية الرئيس المترشح عبدالعزيز بوتفليقة لواجبه الانتخابي الذي أداه في مدرسة البشير الإبراهيمي بالأبيار، إضافة إلى المترشح الحر علي بن فليس بالمركز الانتخابي في حيدرة، وكذا الأمر بالنسبة لكل من لويزة حنون، موسى تواتي، علي فوزي رباعين وعبدالعزيز بلعيد. وقد حضرت الانتخابات الرئاسية، أمس الخميس، بقوة على شبكات التواصل الاجتماعي، على غرار الفايسبوك والتويتر، حيث طغت السخرية على التغريدات، وتفضيل الكثيرين إبراز المفارقات التي حفل بها أهم موعد سياسي في الجزائر هذا العام. كما شهدت العملية الانتخابية وقوع تجاوزات ذكرتها كل من اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابية واللجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات، تمثلت أساسا في عدم تشميع بعض صناديق الاقتراع ببعض مراكز التصويت إضافة إلى عدم ترتيب أوراق التصويت أو عدم تعليق قائمة أعضاء مكاتب التصويت أو عدم اكتمال تشكيلة أعضاء مكاتب التصويت أو عدم مطابقة المعازل للشروط القانونية. وقال رئيس لجنة المراقبة، فاتح بوطبيق، إن اللجنة بولاية مستغانم تلقت إخطارين الأول من ممثل المترشح علي بن فليس تخص منع مراقبيه من دخول مكاتب التصويت بحجة عدم امتلاكهم الشارات، كما تلقت إخطارا آخر يخص تجاوزات سجلت ببلدية الصفصاف حيث قام رجال مكان النساء. وقد شهدت الانتخابات الرئاسية حوادث متفرقة منها التي تعدت المناوشات إلى العنف، حيث لم يمض الحدث الانتخابي دون وقوع احتجاجات. وعرفت عملية الاقتراع بولاية بجاية اضطرابات بعد إقدام مجموعات من الشباب الرافض للعهدة الرابعة على أعمال عنف في كل من بلدية تيشي، باكاروبلدية آيت رزين، والتي شهدت الليلة الماضية تخريب عدد من المكاتب ودخلوا في مواجهات مع مصالح الأمن، وتسجيل حرق لحوالي 19 صندوق اقتراع ببلدية آيت أرزين بدائرة إيغيل علي من طرف مجهولين. إضافة إلى ما حدث في ولاية البويرة، حيث أقدم العشرات من المحتجين ببلدية أمشدالة الواقعة شرق عاصمة ولاية البويرة على تخريب أربعة مراكز للتصويت تقع وسط البلدية وهي مركز نصر الدين مشدالي، آث يخلف، آث بومجدر ومركز المدرسة الابتدائية، حيث قام المحتجون بتخريب صناديق الاقتراع تعبيرا عن رفضهم الانتخابات، ودخلوا في مناوشات مع مصالح الأمن أسفرت عن عدة جرحى حسب المعطيات الأولية. هذا وقد اندلعت المواجهات مباشرة بعد فتح مراكز التصويت بكل من منطقة الرافو وأمشدالة والصهاريج. إضافة إلى حدوث مناوشات كلامية بين أنصار بوتفليقة وبن فليس في بلدية المشيرة جنوب ولاية ميلة. كما عرفت الساعات الأخيرة من العملية تباين الأخبار حول نسبة الأصوات المحصلة لكل مرشح، خاصة فيما يتعلق بنتائج كل من المترشح بوتفليقة وعلي بن فليس، حيث عرفت الترويج للنسب من طرف أنصار الفريقين، التي لم تقتصر على المساندين من عموم المواطنين فقط، بل ساهمت القيادة بالتصريح بالنتائج خاصة بالنسبة للأمين العام للأفلان عمار سعداني الذي عكف على أعلان النتائج لحظة بلحظة. وقد تم تمديد فترة الانتخاب في بعض بلديات الوطن لمدة ساعتين من الزمن، تواصل فيها التصويت، وذلك بعد انتهاء المدة المحدودة في حدود السادسة مساء. وتقرر تمديد آجال اختتام عملية الإقتراع الخاصة برئاسيات 2014 إلى غاية الثامنة مساء ب590 بلدية تابعة ل36 ولاية من الوطن.