يناقش الملتقى الدولي لسلسلة الدروس المحمدية في دورته الخامسة خلال شهر رمضان، موضوع ''العلم الشرعي'' ومصادر الفتوى وطرق محاربة ''الفتاوى المضللة'' التي تقود إلى العنف والإرهاب. ويستضيف المركز العلمي للزاوية البلقايدية الهبرية ب''سيدي معروف'' في وهران هذا الملتقى الذي يشارك فيه نخبة من العلماء والمشايخ من دول عربية وأوروبية، إلى جانب عدد من شيوخ الزوايا في الجزائر، ابتداء من السابع إلى غاية ال 27 من شهر رمضان القادم، وذلك بعدما ناقشت ''الدروس المحمدية'' التي انطلقت سنة 2006 في مواسمها السابقة؛ مواضيع ''الحضارة الإسلامية'' و''القرآن الكريم'' و''السنة النبوية الشريفة'' و''الخلفاء الراشدون''. وتشهد الطبعة الخامسة لسلسلة ''الدروس المحمدية'' التي يرعاها السيد رئيس الجمهورية، مشاركة نوعية لعلماء ومشايخ الأمة العربية والإسلامية، حيث تسجل الجزائر حضورها بأحد عشر مشاركا من بينهم ''البروفيسور'' مصطفى شريف الذي سيلقي محاضرة باللغة الفرنسية، والباحث في التراث الصوفي والمستشار بوزارة الثقافة الدكتور زعيم خنشلاوي، إلى جانب كل من عضو الأكاديمية العالمية للتصوف والتراث الدكتور محمد بن بريكة الذي سيوقع محاضرة الافتتاح، ومقدم الطريقة الشاذلية والأستاذ بجامعة الأغواط الطاهر درايك، وأستاذ علم الأصول في الزاوية البلقايدية أحمد معزوز وآخرين. وفي السياق ذاته، يمثل المغرب نخبة من العلماء من بينهم الدكتور عبد الرحيم العلمي من جامعتي ''فاس'' و''طنجة'' وهو متخصص في البحوث الإسلامية، والأستاذ سيدي أحمد خليع المختص في شؤون التراث والسماع الصوفي وآداب الحضارة الإسلامية، إضافة إلى العالم الشهير حمزة بن علي الكتاني الذي حضر كل الدورات السابقة وله ما يزيد عن 30 كتابا حول الدراسات الإسلامية. ويمثل تونس في هذا الملتقى أستاذ العلوم الإسلامية بجامعة ''القيروان'' والمتخصص في الدراسات الإسلامية الدكتور العذيني نصر الذي سيلقي محاضرة بالفرنسية. ومن بين الضيوف المشاركين أيضا الدكاترة أبو الهدى الحسيني من سوريا والداعية اليمني حسن الجسري وداود غرين وعبد الله بنو من فرنسا، و''باولو إريزي'' من إيطاليا وفؤاد شاكر من الأردن وعادل حمزة من السودان، إضافة إلى شيخ الأزهر سابقا ورئيس لجنة الفتوى بالبرلمان المصري حاليا الدكتور أحمد عمر هاشم. من ناحية أخرى، أرجع عضو الأكاديمية العالمية للتصوف والتراث الدكتور محمد بن بريكة أسباب اختيار ''العلم'' موضوعا لملتقى ''الدروس المحمدية'' إلى أن هذا الأمر بات يحتاج إلى دراسات عميقة كون الشعوب الإسلامية رغم توفرها على الثروات والطاقات الشابة، إلا أنها تعاني من تخلف في مجالات العلم وتقنياته، إضافة إلى أن العلم الشرعي صار يستمد من غير مصادره الحقيقية على غرار الكتيبات والانترنت والأقراص المضغوطة، في حين أن العلم الحقيقي يؤخذ، حسب محدثنا، من أفواه رجال الدين والعلم. وفي ذات الإطار، أشار الدكتور بن بريكة إلى خطورة ماسماه ب''خلل في منهجية التعاطي مع العلم''، مؤكدا أن الناس صارت تستقي العلم الشرعي والفتاوى من مصادر تسيء في كثير من الأحيان إلى العلم الشريف والإسلام عامة مما تسبب في صدور فتاوى وصفها ب''الكارثية'' لأنها قادت شباب الأمة إلى التطرف والإرهاب بدل الوسطية والاعتدال؛ حيث سيشغل هذا الموضوع الحيز الأكبر من نقاشات ''الدروس المحمدية''، على حد تعبيره. وفي السياق ذاته، أكد الدكتور بن بريكة، أن محاضرات ملتقى ''الدروس المحمدية'' ستبث عبر التلفزيون الجزائري بقنواته الثلاث كما جرت العادة، حيث تبرمج واحدة بعد صلاة ''التراويح'' وثانية بعد الفجر وأخرى بعد صلاة عصر اليوم الموالي، في حين تبث المحاضرة الافتتاحية على المباشر في السابع من رمضان. كما كشف محدثنا أن الزاوية البلقايدية قامت بطبع محاضرات الدورات السابقة في شكل مجلدات فاخرة وأنيقة، في انتظار طبع أشغال الدورة الخامسة العام المقبل.