ستتولى القوات الجوية الجزائرية نقل قوات سلام إفريقية إلى الصومال، حسب ما ذكر على هامش اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الإفريقي المنعقدة بالعاصمة الأوغندية كمبالا. ويخطط الاتحاد الإفريقي لإرسال 2000 جندي إضافي إلى الصومال لتعزيز القوات الإفريقية الموجودة في البلاد لمساعدة الحكومة الشرعية ومكافحة متشددي حركة الشباب الإسلامي والحزب الإسلامي الذين يقتربون من قلب الأوضاع وسط مخاوف دولية متزايدة من هذا السيناريو في ظل تقارير عن وجود صلات بين الحركتين وتنظيم القاعدة. وتضم القوات الإفريقية المنتظر إرسالها إلى مقديشو جنودا من كينيا وجيبوتي، وكلا البلدين يقع بجوار الصومال التي تعيش حربا طاحنة منذ 20 سنة. وعجزت الحكومات المتوالية التي هيمنت على الحكم في مقديشو، عن فرض سلطتها على البلاد بما في ذلك العاصمة التي تخضع إجزاء منها لهيمنة المعارضة. وسبق للجزائر الإشراف على نقل القوات الأولى عام 2007 وخصوصا القوات القادمة من أوغندا وإفريقيا الوسطى، وتعرضت طائرة نقل عسكرية جزائرية لقصف في مطار مقديشو ولحسن الحظ لم يسجل أي ضحايا. ووفرت الجزائر 12 طائرة نقل جوي من نوعي إليوشين الروسية وسي 130 الأمريكية لنقل هذه القوات الإفريقية، ولها تجربة واسعة في النقل بسرعة قياسية وظهر ذلك مؤخرا خلال نقل 13 ألف مناصر إلى السودان في فترة قياسية لم تتجاوز 72 ساعة. وجاء انخراط الجزائر في نقل القوات الإفريقية إلى الصومال ودارفور أيضا في ظل وجود موانع دستورية لحضور واسع النطاق في عمليات السلام في بقاع العالم. وتكتفي الجزائر بحضور رمزي في قوات القبعات الزرق الأممية، وشاركت بملاحظين في كمبوديا ودارفور وهايتي، وفقدت بضعة ضباط وجنود في الأدغال الإفريقية وهايتي. ولا يستبعد في السنوات القادمة مشاركة قوات جزائرية في عمليات حفظ السلام وعلى نطاق واسع في تحول في العقيدة العسكرية للجيش الجزائري تنفيذا لتوجه رسمي للعب دور أكبر في الساحة الدولية.