عبر هداف المنتخب الجزائري لكرة القدم ومهاجم نادي "نادي دينامو زاغرب" الكراوتي العربي هلال سوداني أن تأهل الجزائر إلى نهائيات كأس العالم المقررة بالبرازيل الشهر القادم تعتبر مسؤولية كبيرة على الجزائر لا سيما وأنها ستكون الممثل الوحيد للعرب في المونديال، حيث قال "سنذهب إلى المونديال ليس لتمثيل الجزائر وإنما لتمثيل العرب وهي مسؤولية كبيرة تمنيت تواجد منتخبات عربية أخرى لجانبنا ولكن القدر كتب للجزائر أن تكون لثاني مرة ممثلا للعرب في المونديال، ونتمنى أن يكون تمثيلنا أفضل من مونديال جنوب أفريقيا في 2010 ونتخطى الدور الأول بسلام". وأضاف هلال سوداني في مقابلة حصرية مع موقع CNN بالعربية أن الجزائر تملك كامل حظوظها لكسب تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني شأنها شأن باقي منافسيها سواء بلجيكا، روسيا أو كوريا الجنوبية، معتبرا أن كل منتخب تأهل إلى المونديال تأكيد على قوته ورغبته الشديدة للبروز في البرازيل، ومن هذا المنطلق قال سوداني: "المهمة أكيد لن تكون سهلة كما أنها ليست مستحيلة، خاصة وأن جميع المنتخبات ستدخل المونديال بنفس الطموح وهو البروز والتألق، وهذا يعني أن حظوظنا جميعا متساوية ولا يوجد منتخب مرشح على الورق وآخر لا، بل كلنا سواسية في ضربة انطلاقة المونديال". وقال هدف "الخضر" ب10 أهداف في التصفيات بأن تألق الجزائر يعود الفضل فيه إلى رئيس الاتحاد محمد روراوة والمدرب البوسني وحيد حليلوزيتش الذي يقوم بعمل كبير وسمح لمحاربي الصحراء بتحسين طريقة لعبهم بل صار المنتخب حسب سوداني يقدم كرة جميلة ويسجل العديد من الأهداف، كما لم ينس صاحب لقب كأس البرتغال مع ناديه السابق "فيتوريا غيماريش" الموسم الماضي التنويه بالثقة الكبيرة التي يضعها فيه حليلوزيتش والتي سمحت له بتطوير امكانياته وتحسين مستواه سواء مع المنتخب أو مع ناديه الكرواتي دينامو زاغرب. وكان هذا نص المقابلة التي أجراها موقع CNN مع لاعب الخضر : مشواركم كان طيبا في التصفيات المؤهلة إلى المونديال ومباراة فاصلة أتعبت أعصاب الجزائريين أمام منتخب بوركينافاسو، سمحت لكم بالتأهل إلى المونديال للمرة الثانية على التوالي، هل من تعليق؟ - لا ينكر أحد أن الإقصاء المبكر الذي كان لنا في نهائيات كأس أفريقيا التي جرت في جنوب أفريقيا أثرت كثيرا على اللاعبين، ولكن هذا التأثير لم يكن سلبيا بل إيجابي، كونه سمح لنا بأخذ الثقة بأنفسنا والنهوض بأكثر قوة وصلابة في تصفيات كأس العالم، والنتيجة كما تعلمون تأهل كبير وتاريخي للجزائر، أما عن المباراة الفاصلة التي جمعتنا بمنتخب بوركينافاسو، فتعلمون جيدا أنه سبق لنا أن واجهنا هذا المنتخب وديا قبل أن نلاقيه في المباراة الفاصلة، ولم يكن ينقصنا سوى هدف واحد لنتأهل إلى المونديال، وطبعا حينما تعلب بميدانك وأمام جمهورك ضغط كبير يتولد لدى اللاعب ومثلما كان يشعر أي مناصر في المدرجات أو خلف الشاشة فنحن كلاعبين كانت علينا مسؤولية كبيرة تجاههم وتجاه بلدنا من أجل افتكاك تأشيرة التأهل، والحمد لله هدف مجيد بوقرة جاء في وقته وأهلنا إلى المونديال وأفرحنا الملايين من الجزائريين. قرعة المونديال أوقعتكم في المجموعة الثامنة مع منتخبات قوية وكبيرة كالمنتخب الروسي، بلجيكاوكوريا الجنوبية، كيف ترى حظوظ الجزائر في هذه المجموعة؟ - المجموعة متوازنة ومتكافئة ولا يمكن اعتبار منتخب أقوى من آخر ولا يوجد أيضا منتخب صغير وآخر كبير، بل في نظري لكل منتخب أسلحته، نقاط قوته وضعفه، وبما أن وصول هذه المنتخبات إلى المونديال فهذا يعني أن الجميع يملك حظوظ متساوية، بالنسبة لنا فأن أول لقاء سيجمعنا بالمنتخب البلجيكي وهو اللقاء الذي يعتبر مفتاح باقي اللقاءات، لهذا علينا أن ندرس منافسنا بشكل جيد ونحاول تسيير الدورة لقاء بلقاء، دون حرق المراحل أو التفكير في مباراة على حساب أخرى. وهل هناك منتخب تخشاه من بين الثلاثة؟ - شخصيا لا يخيفني أي منتخب، فكلنا كما سبق وأن قلت يملك حظوظ متساوية في المونديال، فالمنتخب البلجيكي أو الروسي أو الكوري الجنوبي كلها منتخبات تعتبر قوية وكبيرة ولا يسعنا إلا العمل والاجتهاد أكثر من أجل بلوغ الهدف المنشود وهو المرور إلى الدور الثاني، بالرغم من أن المهمة وكما تعلمون ليست بالسهلة. وهل بوسع الجيل الحالي تحقيق المفاجأة والتأهل إلى الدور الثاني؟ - لا ينكر أحد أن جيل 1982 وفوزه على منتخب ألمانيا وقتها كان أكبر مفاجأة ولا زال الجميع يتحدث عما فعله وقتها جيل بلومي وماجر وعصاد، لكن للأسف لم تحقق الجزائر على مرور ثلاث مشاركاتها السابقة سنة 1982،1986 أو في 2010 تأهلا إلى الدور الثاني، وهذه المرة قد يكون جيلنا هو من يحدثها، لأن الإرادة والرغبة والإصرار موجودة لدى العناصر الوطنية، وفوق هذا فإن الروح الجماعية التي تشكلت في المنتخب بين اللاعبين تجعلنا نتحدى الصعاب ولا نؤمن بشيء اسمه المستحيل في كرة القدم. لم يعد يفصلنا عن انطلاق المونديال سوى أسابيع قليلة، أو لنقل شهر فقط فهل بدأ تفكيركم كلاعبين على منافسيكم أو على تحضيراتكم للمونديال؟ - في الحقيقة الشيء الوحيد الذي أفكر فيه حاليا هو إنهاء مهمتي مع فريقي دينامو زاغرب الكرواتي والتتويج بالكأس التي تنتظرنا يوم السبت القادم، وبعدها سأتفرغ كلية للمنتخب، لأنه وكما يقال مسافة الألف ميل تنطلق بخطوة، ولو أن خطواتنا الأولى قد باشرناها منذ مدة، إلا أن التحضير الجدي سينطلق كما تعلمون في الجزائر بداية من الأسبوع القادم حينما أدخل في تربص إعدادي مع زملائي، ووقتها يبدأ الحديث عن المونديال. تقول أنك مركز مع ناديك دينامو زاغرب الكرواتي، فهل يمكن أن نقول أن سوداني يقدم موسم استثنائي هذا العام في أول تجربة له بهذا البلد، بعد تجربة قضيتها من قبل في البرتغال؟ - أولا عليّ التأكيد بأنه لم يكن الأمر سهلا عليّ باتخاذ قرار مغادرة فريقي السابق "فيتوريا غيماريش" البرتغالي، الذي نلت معه كأس البرتغال لأنتقل إلى بطولة أخرى، ولكن بفضل الله ودعاء الوالدين وفقت في تغيير الأجواء، وأنا أقدم مستوى مميز مع فريقي بدليل أنني سجلت 15 هدف لحد الآن. وأتمنى أن أختم الموسم بتتويج ثاني مع هذا الفريق بعد أن نلت معه في بداية الموسم كأس السوبر. بل سيكون أمرا رائعا لو أحقق هذا الأمر في آخر المطاف، خصوصا وأنني في أول مواسمي في كرواتيا، كل ما أتمناه في الوقت الحالي هو تفادي الإصابات، التي تعد هاجس كل لاعب محترف يريد إنهاء الموسم بقوة، خصوصا وأننا على بعد أسابيع قليلة فقط من المونديال، وأي إصابة لا قدر الله قد تجعلك تضيع تظاهرة كبيرة بحجم المونديال. بعد تأهل المنتخب الجزائري إلى المونديال لم يلعب سوى مباراة ودية واحدة أمام سلوفينيا، لحد الآن، ما تعليقك عنها؟ - كنت سعيدا جدا بلقاء زملائي من جديد. كما كانت الفرصة مواتية لاستعادة الأجواء التي خلفها تأهلنا إلى المونديال، والحمد لله أن المعسكر التدريبي ختم بمباراة جميلة وقوية أمام سلوفينيا التي فزنا بها بهدفين لصفر وأفرحتنا كثيرا، كما جعلتنا مرتاحين من الجانب المعنوي، خصوصا وأن الأمر يتعلق بأحد أقوى المنتخبات في أوروبا. تنتظركم مباراتين في المعسكر التدريبي الذي اختار أن يقيمه المدرب الوطني بسويسرا أمام رومانيا وأرمينيا، فهل ترى أن خوض لقائين كاف بالنسبة لكم للتحضير بشكل جيد للمونديال؟ - في نظري أن برمجة مباراتين وديتين قبل المونديال لم أخطط له أنا أو أي لاعب في الفريق، بل جرى له التخطيط من أشخاص أكفاء وعارفين جيدا بشؤون اللعبة، لهذا ففي نظري أن الأمور ضبطت بشكل جيد كما وفرت لنا ظروف جيدة للعمل والتحضير للمونديال، وكما قلت سابقا فإن مواجهة منتخبات أوروبية كسلوفينا ثم أرمينا وبعدها رومانيا تعتبر مواجهات قوية وتسمح لنا بالتحضير الجيد لكل من روسياوبلجيكا، لأن طريقة لعبهم تشبه كثيرا هذين المنتخبين، أما عن إن كان لعب لقائين اثنين في الفترة القادمة كاف، فنحن لا نحتاج لانسجام أكثر بقدر ما نحتاج لبعض التفاصيل البسيطة التي سيحاول المدرب الوطني ضبطها لندخل المونديال بقوة، خاصة وأننا نملك منتخبا جيدا، يضم عديد الفرديات اللامعة، والتي تملك طموحا كبيرا للتألق في مونديال البرازيل المقبل، والشيء الأكيد هو أننا سنقاتل بقوة من أجل الذهاب إلى الدور الثاني الذي سيكون أحلى هدية للجزائريين والعرب الذين ينتظرون تحقق هذا الأمر منذ أول مشاركة للمنتخب بكؤوس العالم. سوداني يعتبر هدافا للمنتخب برفقة سليماني، وعليه فإن الأنظار كلها ستكون مصوبة نحوكم والآمال كلها معلقة عليكم للتسجيل في المونديال، وهذا ما يجعل المسؤولية ثقيلة عليكم أليس كذلك؟ - لا أخفي عليكم أنني سعيد بالفترة الرائعة التي أمر بها مع المنتخب، وسعدت كثيرا بالتسجيل في مباراة سلوفينيا الأخيرة، لأن الأهداف ترفع معنويات المهاجم وتجعله يلعب بثقة كبيرة في النفس، والأهم بالنسبة لي ليس أن يسجل سوداني أو سليماني وإنما المهم أن تعود هذه الأهداف بفائدة على المنتخب في نهاية المطاف، كما استغل الفرصة هنا لأهنئ زميلي في المنتخب سليماني على أهدافه الكثيرة سواء مع المنتخب أو فريقه البرتغالي سبورتينغ لشبونة، أنا أتابع أخباره باهتمام شديد وفرحت له كثيرا لأنه بصدد تقديم مباريات كبيرة في أحد أقوى الدوريات الأوربية، وعن المسؤولية فهذا أكيد أمر طبيعي أن تتوجه لنا الأنظار بشكل خاص وأتمنى أن يحالفني الحظ وأقود أنا أو سليماني أو غيري المنتخب إلى الدور الثاني. هل من كلمة أخيرة تريد إضافتها؟ أتمنى فقط أن نكون أحسن سفير للكرة العربية في المونديال، كما أدعوا الله أن يوفقنا ويكون الحظ حليفنا لنمر إلى الدور الثاني ونقدم دورة مشرفة تكون أفضل بكثير من الدورات السابقة للجزائر في المونديال. كما أتمنى التوفيق لفريقي السابق في الدوري الجزائري جمعية الشلف التي أتابع أخبارها باهتمام كبير وأتمنى عودتها القوية لسابق عهدها، وأيضا الصعود لصديقي مكيوي مع ناديه المدية إلى الدوري المحترف الأول. وأشكركم أنتم أيضا على الاتصال.