دعا رئيس حركة مجتمع السلم، أبوجرة سلطاني، إلى تكريس مبدأ الانفتاح على الآخرين منتقدا التيارات الدينية والسياسية المتشددة من دعاة الغلو والتطرف. وقال زعيم حمس، في كلمته الافتتاحية للجامعة الصيفية للحركة التي احتضنها القطب الجامعي الثاني بتلمسان أمس، ''إن دعاة الوطنية الذين احتكروها لسنوات سرعان ما حزموا أمتعتهم من الجزائر عندما حزمت الجزائر أمرها وفروا إلى الخارج مع اشتعال فتيل الأزمة''، معتبرا إياهم من ذات الصنف المتطرف والمتشدد. ودعا سلطاني أمام أزيد من ألف مشارك قدموا من مختلف الولايات، إضافة إلى مشاركة نوعية لعدد من الشخصيات من بلدان عربية وإسلامية، إلى الانفتاح على الطرف الآخر معتبرا أن هذا السلوك مبدأ إسلامي. وبمزيد من الإسهاب تطرق إلى تحديات المستقبل داعيا إلى طي صفحة الماضي وجعلها ذكرى لا تتجاوز هذا الحد. وخلال تطرقه للتحديات والرهانات انتقد زعيم حمس آليات التعليم في الجزائر معتبرا أن الجامعة الجزائرية خرّجت موظفين لا غير، بينما غاب المفكرون والمبدعون والعلماء قائلا: إن القلة القليلة التي ظهرت من هؤلاء كانت نتيجة عزيمة فردية وليس نتاج سياسة تعليم. كما أعاب على المدرسة الجزائرية تفضيلها التقنيات على الاجتماعيات وباقي العلوم الأخرى، مشيرا إلى أن كل الحضارات في العالم بنيت بأفكار علماء الاجتماع. وتساءل المتحدث عن السر وراء غياب المرجعيات الجزائرية في علوم شتى في الوقت الذي تهاجر فيه الأدمغة إلى الخارج وتولى النابغ مناصب استشارية عليا في بلدان أجنبية. وذكر أبو جرة أنه لم ينس تواجده في حرم جامعة جزائرية لكن النقد الذاتي هو أساس الانفتاح الذي ندعو إليه، يضيف زعيم حمس، الذي تجنب الإشارة إلى الملفات السياسية الأخرى خلال الكلمة الافتتاحية التي أشار من خلالها أيضا إلى أنه خريج المدرسة الجزائرية التي تخرج منها الراحل محفوظ نحناح، هذا الأخير الذي ''درس جزائريا وعاش جزائريا وسيظل جزائريا رغم رحيله'' على حد تعبيره. وفي كلمة ألقاها رئيس الجامعة الصيفية، عبد الرزاق مقري، نوه هذا الأخير بمستوى المشاركة وتجاوب ''أبناء الحركة مع الاقتراح الذي قدم لهم بشأن مكان انعقاد هذه الجامعة الصيفية في طبعتها العاشرة التي خرجت لأول مرة من ديار بومرداس إلى تلمسان. وذكر أن المشاركين لهم الحرية في الطرح والنقاش من خلال 22 ورشة على مدار الأيام الخمسة من عمر الجامعة الصيفية التي افتتحت فعالياتها في ساعة متأخرة من مساء يوم السبت بحضور عدد من الشخصيات الإسلامية وباحثين ومفكرين ومناضلين، إضافة إلى النشاط الواضح لشباب حمس في كواليس الجامعة. نشير إلى أن تلمسان احتضنت أيضا فعاليات الدورة العادية للمجلس الشورى لحركة مجتمع السلم يومي الجمعة والسبت، حيث دعا أعضاء المجلس في ختام أشغال دورتهم إلى ترشيد النفقات العمومية وتقوية آليات الرقابة. كما عبر أعضاء المجلس عن ارتياحهم للميزانية الهامة التي خصصت للمخطط الخماسي 20102014 موضحين في هذا الصدد أن الغلاف المالي الهام سيمكن من تعزيز الإنعاش الاقتصادي. ودعا البيان الختامي لدورة المجلس إلى التكفل بانشغالات المواطنين ومكافحة الآفات الاجتماعية.