كشفت رئيسة المجلس الفيدرالي الروسي فالنتينا ماتفيينكو خلال زيارتها الى الجزائر أن حكومتي البلدين على وشك توقيع اتفاقي ثنائي ينص على التعاون في مجال هندسة الطاقة النووية ، تقوم من خلاله موسكو بتطوير المنشآت النووية الجزائرية . فقد قالت المسؤولة الروسية أن من أهم النتائج التي ترتبت عن المحادثات بين الطرفين جاءت في الجانب النووي ، و هو الاقتراب من الوصول الى اتفاق بين حكومتي بلدينا " ، مؤكدة أن الشركات الروسية جد مهتمة ببناء محطات و منشآت نووية بالجزائر ، و تطوير الحقول المنجمية و نشاطات التنقيب على الثروات المعدنية. كما بدا واضحا في كلام المسؤولة الروسية اهتمامها بزيادة تواجد شركات بلادها في مجال الطاقة الجزائري ، و خاصة في قطاع المحروقات ، حيث أشارت الى طلبها من وزير الطاقة الجزائري في طلب تطوير مشاريع في جنوب شرق الجزائر ، حيث أكدت أن التعاون في مجالات الطاقة خاصة إنتاج الكهرباء والنفط والغاز بالجزائر لا يزال مستمر و يتطور مع الوقت ، مشيرة إلى أن الجزائريين يعبرون عن نظرة إيجابية إزاء عمل شركتي "روس نفط" و"ستروي ترانس غاز" في بلادهم ويبدون الرغبة في توسيع رقعة عملهما، و هو ما يدخل ضمن نفس سياق الكثير من القراءات الغربية بأن البلدان قد يكونان تحالفا طاقويا للضغط على دول القارة. و أخذت زيارة ماتفييكو الى الجزائر أبعادا أكثر استراتيجية بعد الاعلان عن انشاء مصنع مشترك لانتاج الأسلحة ، و هو ما يعمق العلاقات الثنائية الكبيرة بين الطرفين في هذا الاطار خصوصا و أن الجزائر احتلت المرتبة الثانية كأهم مشتر للسلع العسكرية الروسية في عام 2013 حينما اشترت ما قيمته 1.9 مليار دولار ، كما وقعت في منتصف العقد الأول من القرن ال21 صفقات لشراء الأسلحة بقيمة إجمالية مقدارها حوالي 6 مليارات دولار. و ظهر ايضا أن التركيز الروسي على القيام بمثل هذه المشاريع في هذا الوقت بالذات في الجزائر هو نتيجة توفر العديد من الظروف التي لا توجد في الكثير من الدول الأخرى ، حيث قالت رئيسة الغرفة العليا في البرلمان فالانتينا ماتفيينكو أن"الجزائر لازالت جزيرة الاستقرار والأمن في المنطقة وذلك بفضل جهود رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة". وأوضحت ماتفيينكو أن روسيا لم تكن هناك أي شكوك لدى روسيا إزاء النتائج التي تحصل عليها الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة؛ لأن هذه النتائج عبّرت فعلاً عن نية وإرادة الشعب الجزائري وحرصه على التقدُّم والتطور وضمان أمن والاستقرار في البلاد". الأمر الذي يعيد مجددا الى الواجهة التنافس الدولي لاستقطاب الجزائر في خضم نتائج ما يعرف بالربيع العربي الذي خلف دولا غارقة في المشاكل الأمنية و الاقتصادية و السياسية ، و في أحسن الظروف لم تتخلص من أعراض ما بعد الانتفاضات، و بالتالي فان اقامة علاقة متينة مع الجزائر يشكل ورقة مهمة لضمان مصالحها في المنطقة. و لم يتوقف الغزل الروسي للجزائر بعد زيارة المسؤولة التي التقت في ختامها بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة على المستوى الاقليمي فقط ، بل امتد الى التطورات العالمية خاصة في أوكرانيا ، حيث يعيش العالم على وقع حرب غير معلنة بين روسيا و الغرب ، حيث قالت ماتفيينكو أن هناك تقاربا بين البلدين حول الملف ، لكن تعليلها لهذا الحكم جاء فضفاضا حينما قالت ان التقارب يتمحور على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، و الدول في نظر موسكو هي التي الأقاليم التي أعلنت استقلالها عن سلطة كييف ، فيما يرى الغرب دعم روسيا للأقاليم المنشقة تمثل التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول بأسوء مظاهره. علي العقون