طوارئ في مصالح نوري وبن يونس تعيش وزارتا الفلاحة والتجارة حالة استنفار قصوى خلال الأيام الأخيرة التي تسبق حلول الشهر الكريم بسبب الأزمة الغذائية المرتقبة التي قد تعيشها الجزائر خلال الشهر الكريم، لاسيما أن مؤشرات السوق الوطنية تنبئ بأزمة غذائية بسبب القلق الذي سببه مرض نيوكاسل بالنسبة إلى اللحوم الحمراء والمخاوف التي يبديها التجار حول اللحوم الحمراء المستوردة من الخارج التي يشك في أنها مصابة بالبكتيريا القاتلة، إضافة إلى تلف المحصول السنوي للخضر والفواكه، وهو الأمر الذي دفع بالكثير من المراقبين إلى القول إن إفطار الجزائريين في رمضان سيكون "خبزة ودلاعة". "نيوكاسل" يقضي على الدجاج في الجزائر يفتك طاعون الطيور أو ما يعرف بمرض نيوكاسل بالآلاف من الطيور خاصة الدجاج، أين ضرب الوباء أربع ولايات شرقية التي تعرف حالة تأهب بسبب انتشار هذا الفيروس الذي أدى إلى نفوق وموت آلاف من هذه الطيور خلال الأيام الأخيرة. ففي هذا السياق سجلت المصالح البيطرية بكل من تبسة، البرج، سطيف وباتنة إصابة الآلاف من الدواجن وهو ما دفع بها إلى إتلاف الآلاف من هذا الدجاج المصاب بالفيروس وهو ما سيتسبب في كارثة قد تهدد ثروة الدواجن عشية رمضان وقد تؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق للأسعار. وزير الفلاحة يصر على اللحوم الهندية وتجار الجملة يقاطعونها أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهاب نوري، أن مصالحه تستعد لاستقبال ما يقارب 50 ألف طن من اللحوم الحمراء المستوردة من الهند على الرغم من التحذيرات التي نشرتها جمعيات حماية المستهلك والعديد من تجار اللحوم الحمراء بالحملة بسبب الشبهات التي باتت تحوم حول حرمتها بسبب طريقة الذبح التي يستخدمها الهنود، إضافة إلى اكتشاف بكتيريا وجراثيم قاتلة أميط اللثام عنها مؤخرا في العديد من تقارير الجهات المختصة، وهو الأمر الذي جعل العديد من تجار اللحوم بالجملة يعلنون عن مقاطعتهم للحوم الهندية، أين أبدى الكثير منهم تساؤلات حول الإصرار على اللحوم الهندية، في حين يمكن الجزائر الاستيراد من العديد من الدول الإسلامية، على غرار السودان مثلا. اللحوم المذبوحة في الجزائر.. "حرام" من جهة أخرى، تزيد الفتوى التي أصدرتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والتي تقضي بجواز استعمال التدويخ ،شريطة أن لا يؤدي إلى موت الحيوان، وبالتالي يعتبر الحيوان جيفة في هذه الحالة، مما يعني أنه حرام بنص الشريعة الإسلامية، وبقصد ذبح كميات كبيرة من الماشية في اليوم الواحد وبغرض تلبية الطلب المتزايد على اللحوم، استنكار الكثير من علماء الدين والمستهلكين والمواطنين الذين اعتبروا مثل هذه الخطوة استخفافا بهم وجعل الكثير منهم يعلن عن مقاطعته لاستهلاك اللحوم المذبوحة محليا. الأمراض والأمطار تسبب تلف المحاصيل الزراعية تسببت موجة المطر الأخيرة في تلف كميات كبيرة من الخضر والفواكه الموجهة للاستهلاك خلال شهر رمضان وهو ما سبب خسائر كبيرة للفلاحين، إضافة إلى نوع من العفن أصاب الكثير من المحاصيل الزراعية، خاصة الفواكه في ظل غياب الدعم الحكومي عن الأسمدة الموجهة لهذا النوع من المزروعات، أين توجه الوزارة جل دعمها على المواد الضرورية والأساسية على غرار الحبوب والخضر في ظل إهمال تام للمحصول الفلاحي للفواكه بالخصوص مما ينبئ -حسب المختصين- بموجة ارتفاع الأسعار خلال الشهر الكريم، خاصة في المنتجات الموسمية في حال لم تعمل مصالح الوزارة. تعودنا على غياب الأسماك عن مائدة رمضان غياب الأسماك عن طاولة الجزائريين قد يكون الأمر الوحيد الذي تعودنا عليه خلال السنوات الماضية خاصة مع ارتفاع أسعار هذا النوع من البروتين الحيواني إلى أسعار قياسية، فأسعار السردين تجاوزت سقف 700 دج للكلغ الواحد على الرغم من توفر المنتوج السمكي محليا وطول الشريط الساحلي الذي يتجاوز 1200 كلم، إلا أن عمليات المضاربة وغياب الرقابة عن المسمكات سببت ارتفاع أسعار السمك بدل انخفاضها إلى المعدلات الطبيعية التي يفترض أن لا تتجاوز 200 دج بالنسبة إلى السردين، مما جعل السمك يصبح غذاء البرجوازية في الجزائر والغائب الأكبر عن طاولة المواطن، سواء في رمضان أو على طول السنة. حتى الحليب سيحرم منه البعض قررت وزارتا الفلاحة والتجارة إضافة مادة النشاء إلى بودرة الحليب المدعمة قصد منع استعمالها في صناعة الأجبان والياغورت وهو ما يهدد حياة ما يقارب 2 مليون مصاب بداء السكري، فالوزارتان صبتا جل اهتمامهما على الجانب التجاري للموضوع حين قامتا بغض النظر عن الجانب الصحي، متجاهلة بذلك تزايد عدد المرضى بهذا الداء أو الخطر الذي يمكن أن تشكله هذه المادة على صحتهم وهو ما يعني حرمان 2 مليون مواطن جزائري من استهلاك الحليب بداية من الفاتح جوان المقبل. 100 مليون دولار فاتورة واردات قد تذهب هباء وصلت توقعات فاتورة الاستهلاك الخاصة بشهر رمضان إلى ما يقارب 100 مليون دولار، و هي الفاتورة الأغلى التي تسجلها الجزائر تحضيرا للشهر الفضيل منذ سنوات، وهي الفاتورة التي قد تذهب رفقة الجهود التي بذلتها الحكومة للحفاظ على استقرار الأسعار خلال الشهر الكريم هباء، خاصة مع الأزمة التي قد تعيشها الوزارتان الوصيتان التي قد تجبرهما على مضاعفة الاستيراد في بعض المواد الطازجة، إضافة إلى المقاطعة التي تتخوف منها الهيئتان الحكوميتان، خاصة فيما يخص اللحوم الحمراء وهو ما يعني تلف الآلاف من أطنان اللحوم الحمراء المستوردة وهو ما يعني خسائر بالمليارات تتكبدها الخزينة العمومية.