اعتصم سكان أقبية السوريكال و5 جويلية بباب الزوار أمام مقر المقاطعة الإدارية للدار البيضاء، احتجاجا على سياسة التماطل التي تنتهجها السلطات المحلية فيما يخص عملية ترحيلهم، بعدما صدرت القائمة النهائية للمستفيدين من السكنات الاجتماعية، إلا أنه طلب منهم إعادتها من جديد، مطالبين من السلطات المحلية بتسوية وضعهم الذي أصبح لا يحتمل في أقرب الآجال. وفي هذا الصدد، تجمع صباح أمس العشرات من سكان الأقبية، مطالبين بالكف عن السياسة المنتهجة من قبل السلطات المعنية التي أصدرت سابقا القائمة النهائية للمستفيدين، حيث بلغت القائمة الخاصة بسكان السوريكال 511 عائلة، ولكن مع اقتراب موعد الترحيل طلب منهم إعادة إحصاء سكان الأقبية من جديد وتكليف ممثل لكل حي، وإقصاء البعض منهم، مما أدى إلى استياء كبير وسط السكان، لأن هذا سيؤدي حتما إلى ما لا يحمد عقباه، بعدما لا يجد المقصون أسماءهم في القائمة وأن من قام بإقصائه هو ممثل حيه وجاره في نفس الوقت. اقتربنا من أقبية العمارات بحي السوريكال و"الصومام" وحي "5 جويلية" التي اتخذ المواطنون منها البديل الوحيد للعيش نظرا إلى أزمة السكن التي يتخبطون فيها، والذين يعيشون واقعا مؤلما، همهم الوحيد هو إيجاد مكان يأويهم هم وعائلاتهم في ظل سياسة التماطل التي تتبعها السلطات المحلية في كل موعد ترحيل، والتي عجزت عن تسوية وضعهم المزري وانتشالهم من الموت المحدق بهم. من جهتهم، عبّرت العديد من العائلات عن تذمرها واستيائها من الظروف المتدنية التي يعيشونها منذ أكثر من ثلاثين سنة، والتي جعلتهم يتقاسمون جحورهم مع الجرذان التي سببت لهم أمراضا خطيرة، ضف إلى ذلك قنوات الصرف الصحي التي تفيض عليهم في كل مرة خاصة في فصل الشتاء، حيث أفاد هؤلاء في سياق حديثهم بأنهم حولوا الأقبية إلى بيوت تفتقر لأبسط الشروط الضرورية لانعدام البديل، هذه الأقبية التي تفتقر للتهوية والتعرض لأشعة الشمس والضوء، مما يزيد من ارتفاع نسبة الرطوبة، وبالتالي يضطرون للتعايش مع الروائح الكريهة المنبعثة من شدة الرطوبة، مما يجبر قاطنيها على تغيير مكان أثاث البيت باستمرار تجنبا لغزو مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي للجدران والأسقف. من جهته، رفض رئيس المقاطعة الإدارية للدار البيضاء استقبالنا، وإفادتنا بأي تصريح عن ما يحدث، فيما يخص الجدل القائم في قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية، مبررا ذلك بانشغاله بأمور أخرى.