العنف، السرقة وسحر الحسناوات ميزة بلد المونديال مع بدء توافد أنصار الخضر إلى البرازيل لتشجيع رفقاء القائد بوڤرة، خاصة أولئك الذين جاؤوا على حسابهم الخاص وتحملوا مشقة السفر بمفردهم، يجب أن يدركوا العديد من المحرمات في بلاد السامبا والتي قد تضعهم في ورطة، لأن هذا البلد لا يرحم من يخالف قوانينه، لا سيما وأن العنف يبقى الهاجس الأكبر بالنسبة للسلطات البرازيلية التي تحاول بشتى الطرق أن تضع زوارها في مأمن وتفادي أية انزلاقات من شأنها أن تضعف صورتها، خاصة وأن هناك أيضا ألعاب أولمبية قادمة في ريو دي جانيرو. الأمن منتشر بقوة في الشوارع وعينه على كل صغيرة وكبيرة وتأكيدا لما أشرنا إليه، فإن سلطات هذا البلد عمدت لنشر العشرات من الوحدات التابعة للجيش البرازيلي في الطرق العامة، شأنها شأن مصالح الشرطة التي تشاهدها في كافة الأماكن، لا سيما بمحيط مطار ساو باولو وخارجه ووسط المدن وحتى على جوانب الطرق السيارة، لكن الحقيقة المرة تؤكد عكس ذلك والأرقام التي تقدمها المصالح الأمنية تؤكد أن نسبة الإجرام في تزايد مستمر خلال الثلاثة أشهر الأخيرة. العصابات منتشرة وعلى أنصار الخضر الحذر الشديد و يبقى الحذر من مشجعي المنتخب الجزائري واجبا في بلد الإجرام، لا سيما وأن الوقوع في قبضة المجرمين قد يكلف أحدهم حياته في حال عدم الانصياع لطلبات أفراد تلك الجماعات التي تزرع الرعب حتى في أوساط السكان الأصليين، فما بالك وسط السياح القادمين من مختلف أنحاء العالم، حيث أكد لنا مقيمون بمدينة ساو باولو أن عصابات الإجرام التي تزرع الرعب في نفوس قاصدي بلد السامبا تملك أسلحة بيضاء وحتى أسلحة نارية تنفذ بها مخططاتها، لأنه لا هم لها سوى سلب الأموال من كل شخص ترى فيه مميزات تؤكد أنه يملك العملة الصعبة وحتى العملة المحلية أو بعض الأجهزة الثمينة مثل الهواتف النقالة والشاشات المسطحة وكذا أجهزة الكمبيوتر المحمولة. البرازيليون يتنقلون بنوافذ سوداء وأخرى مغلقة لتفادي المشاكل ولتفادي السرقة أو الاعتداء من طرف العصابات الإجرامية التي تحكم قبضتها على البرازيل، فإن السكان المحليين، خاصة أولئك المالكين لسيارات خاصة، يضطرون إلى التنقل بسيارات تملك نوافذ سوداء لحجب الرؤيا. كما أن غلق النوفذ يبقى حلا من الحلول لتفادي أي طارئ في هذا البلد الذي يعج بمختلف أنواع العنف. منح ساعة اليد أو أي شي آخر قد ينقذك من الموت ولأن العنف بلغ ذروته في بلاد السامبا، فإنه عند الوقوع في قبضة عصابات الأجرام هنا في البرازيل، تكون النصيحة الأولى التي تظل تؤكد عليها السلطات الأمنية هي ضرورة تسليم الواقع بين أيديهم لأفراد تلك العصابات أي شيء بسيط مثل ساعة يد أو هاتف خلوي لحماية نفسه من التصفية الجسدية والتقرب بعدها من أقرب نقطة أو مركز أمني للتبليغ عن ما حدث له. التظاهرات لا تزال تؤرق الجميع وسيناريو كأس القارات قد يتكرر ويبقى الهاجس الأكبر بالنسبة للسلطات الأمنية في البرازيل، هو تفادي سيناريو كأس القارات والاحتجاجات الدامية التي راح ضحيتها الكثيرين بما في ذلك رجال الإعلام، الأمر الذي دفع الدولة البرازيلية لضخ أموال طائلة في خزينة وزارة الداخلية والدفاع حتى تمنع وتضع حدا لبعض المشوشين، لا سيما الذين لا زالوا يقومون باحتجاجات في مختلف المناطق التي ستحتضن مباريات المونديال. أنصار الخضر سيكونون في مأمن نسبيا في المدن التي سيتواجدون فيها مقارنة بمدينة ساوباولو التي تعج بالمشاكل والعنف، فإن المدن التي سيتواجد فيها مناصرو المنتخب الجزائري وهي كوريتيبا، بيلو أوريزنتي وبورتو أليغري وفلوريانو بوليس، ستكون آمنة بما أن معدل الجريمة فيها جد منخفض مقارنة بذلك المسجل في مدينة ساو باولو وهو ما قد يكون في صالحهم ويجنبهم الوقوع في مشاكل هم في غنى عنها. لذلك فإن البقاء والتجول في تلك المدن أحسن من المغامرة بالتنقل نحو مدن أخرى قد تحمل لهم مفاجآت غير سارة. الخيار الأفضل للأنصار يبقى التنقل في جماعات صغيرة ومن بين النصائح التي تمنح هنا في البرازيل وجوب السير في شكل مجموعات مشكلة من ثلاثة أفراد فما فوق وعدم الثقة في أي شخص كان، حتى ولو أراد تقديم يد المساعدة لهم في أي مجال وذلك لتفادي جلب الأنظار والوقوع في قبضة المجرمين الذين لا يرحمون أيا كان وهدفهم واحد وهو كسب المال وفقط. الحذر من حسناوات البرازيل مطلوب ولأن البرازيل معروفة بحسناواتها اللواتي يأخذون بعقول الوافدين، فإن أنصار الخضر مطالبين بتوخي الحذر وعدم الانصياع وراء العلاقات الجنسية المشبوهة التي قد تنجر عنها الأمراض المعروفة كالسيدا وغيرها. الشبكة الهاتفية ضعيفة عكس الانترنيت.. والاتصال بين المدن كأنك تجري مكالمة خارجية وتبقى النقطة السوداء هنا في البرازيل، شبكة الهاتف النقال التي تعتبر من أضعف الشبكات الهاتفية للمحمول عبر العالم، حيث لم تستغل السلطات التطور الحاصل في البلد لتجبر مؤسسات الهاتف النقال على تطوير خدماتها التي لا ترقى ولا تصل إلى ربع تلك المقدمة في الجزائر ووصل الأمر إلى حد أن الاتصال بين المدن يجبرك على وضع الرقم المرادف لتلك المدينة وكأنك تتصل ببلد ثاني. الانترنيت لا يشكل أي مشكلة و"الويفي" موجود في كل مكان هذا وسيكون الحل بالنسبة لأنصار الخضر القادمين إلى البرازيل في ظل سعر المكالمات الهاتفية المرتفع هو جلب هواتف نقالة ذكية "سمارت فون" للتواصل مع أفراد عائلاتهم وأصدقائهم عبر شبكة الأنترنيت المتطورة وخدمات "الويفي" المنتشرة في أغلب الأماكن العامة. فصل الخريف ضيف الخضر في سوروكابا وعن الأجواء المناخية والفصل الذي تمر به بمدينة سوروكابا، فإنه يختلف عن بقية المدن، لا سيما تلك المتواجدة بالشمال الغربي بمنطقة الأمازون. علما أن الأمر يتعلق حاليا بمنتصف فصل الخريف وهو ما سيكون بمثابة نقطة إيجابية يستفيد منها الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش بعدما أحسن نائبا رئيس الفاف اختيار مقر الإقامة. تساقط الأمطار منتظر في أي لحظة بالمدن التي سيلعب بها الخضر مبارياتهم على عكس مدينة سوروكابا، فإن بقية المدن التي سيتنقل إليها المنتخب الجزائري للعب مباريات الدور الأول ويتعلق الأمر بكل من بيلو أوريزنتي، بورتو أليغري وكوريتيبا، تعيش أجواء متقلبة وشبه استوائية تتساقط فيها الأمطار بشكل فجائي وغير منتظم كما أن درجة الحرارة تنخفض ليلا، لا سيما بمدينة بورتو أليغري إلى حدود الدرجة الصفر ليلا. الألبسة الشتوية والصيفية مطلوبة لأنصار الخضر على ضوء المعطيات السالفة الذكر، فإن مناصري المنتخب الجزائري الذين سيحلون تباعا على الأراضي البرازيلية بداية من الأسبوع القادم سيكونون مطالبين بجلب ألبسة شتوية تضاف إلى تلك الصيفية التي يلبسونها وذلك لمواجهة البرد القارس ليلا، وكذا حماية أنفسهم من الأمطار التي تتساقط بغزارة، لا سيما بالمناطق الجنوبية للبرازيل مثل مدينة فلوريانو بوليس التي سيقيمون بها طيلة فترة تواجدهم لمتابعة المونديال. أنصار الخضر محظوظون هذا وسيكون عشاق المنتخب الجزائري ممن ساعدتهم ظروفهم المادية على التنقل إلى البرازيل لتشجيع رفقاء بوڤرة، جد محظوظين بمعايشة وقائع المونديال ببلد يعشق المستديرة وسكانه يتنفسون كرة القدم من صغيرهم إلى كبيرهم، لا سيما أن الفرصة لا تعاد وكثيرون ممن تنقلوا طيلة حياتهم لحضور نهائيات كأس العالم في عدة بلدان، لكن الحظ لم يسعفهم لمتابعة منتخبهم يشارك في نهائيات يحتضنها بلد السامبا.