قصف رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بالثقيل، جبهة القوى الاشتراكية "لانخراطها في مبادرات السلطة لاحتواء الأحزاب المعارضة"، في أول رد فعل رسمي على قبول الأفافاس المشاركة في المشاورات التي يديرها مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى. وبالمقابل تصدى رئيس الأرسيدي في مقال أدرجه على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" لحملة الانتقادات التي وجهت لتشكيلته السياسية المحسوبة على التيار الديمقراطي لالتقائها جنبا إلى جنب مع رموز الحركة الاسلامية بمختلف أطيافها، خاصة قادة "الفيس" المحظور وقال "إن هؤلاء ناقشوا آليات الانتقال الديمقراطي بكل حرية، قادت إلى اعتماد أرضية سياسية وتوصيات توافقية ترافق الخطوات المقبلة." وسجل خليفة سعيد سعدي في تقييمه لندوة الانتقال الديمقراطي التي نظمت بفندق مازفران في 10 حوان الجاري، نقاطا ايجابية يجب تثمينها لترقية نشاط قوى المعارضة وأخرى سلبية ينبغي تداركها لبلوغ الغايات المنشودة التي يتصدرها تحقيق التغيير وتكريس الديمقراطية الحقيقية وإعلان القطيعة مع ممارسات النظام. وعدّد محسن بلعباس النقاط الإيجابية التي طبعت أشغال ندوة التنسيقية، منها المشاركة القياسية لعدد هام من الفاعلين السياسيين والشركاء ويلفت بشكل خاص إلى الالتفاف غير المسبوق لمختلف أطياف المعارضة حول طاولة واحدة ويقول : "إن هؤلاء ناقشوا آليات الانتقال الديمقراطي بكل حرية، قادت إلى اعتماد أرضية سياسية وتوصيات توافقية ترافق الخطوات المقبلة". وينفي بلعباس وجود حواجز تمنع التقاء أبناء التيارين اللائكي والإسلامي في الجزائر، بدليل انخراط الأرسيدي منذ سنوات الأزمة الأمنية في عمل مشترك مع أبناء هذا التيار، تجسد بشكل لافت في المسيرات المنددة بالتزوير مع حزبي النهضة وحمس سنة 1997، ثم التنسيق مع عبد الله جاب الله في رئاسيات 2004. واستعرض رئيس الأرسيدي أهم السلبيات التي شوشّت على اجتماع مزفران، واللافت في تقييم زعيم الأرسيدي، الذي تأسف لفشل بعض ممثلي المجتمع المدني في أخذ الكلمة مقابل تدخلات استغرقت قرابة النصف ساعة فيما كان النظام يمنح لكل متدخل 7 دقائق، بل ويندهش لتجاوز متوسط أعمار مختلف المتدخلين عتبة ال 60 سنة ! ودفع أطراف في الندوة دون أن يسمها ايضا باتجاه " تحالفات عشائرية". ولم يتوان بلعباس عن إطلاق النار على مشاركة أحزاب وشخصيات وطنية انخرطت في مشاورات تعديل الدستور المقبل التي يقودها أحمد أويحيى، دون أن يذكرهم بالإسم لكن يفهم من انطباعه أنه يقصد الأفافاس الذي تعتبر مشارته تزكية لمسار السلطة في نظر المشاركين في ندوة الانتقال الديمقراطي".