عندما يعانق الفيس الأرسيدي أثار اجتماع "مازفران" للانتقال الديمقراطي عدة تساؤلات حول مستقبل التنسيقية التي جمعت مختلف الأطياف السياسية المعارضة على طاولة واحدة، التقى فيها سعيد سعدي عن الأرسيدي مع قيادات الفيس، ومن جهة ثانية مع الإسلاميين، وغريمه التقليدي الأفافاس، وجلس رئيسأ الحكومة السابقين مولود حمروش وعلي بن فليس جنبا إلى جنب، فيما استعاد عبد الله جاب الله لقاء الإخوة الفرقاء المنشقين عنه. وقال الأستاذ بكلية الإعلام والاتصال، عبد العالي رزاقي، في تصريح ل"الشروق" أمس، بأن المعارضة دخلت، لأول مرة في تاريخ الجزائر، ساحة المعارضة الفعلية بعقد ندوة الانتقال الديمقراطي، أول أمس، بعد لقاء سانتيجيدو بروما، سنة 1994، والذي حضرته الجبهات السياسية الثلاث الآفلان والأفافاس والفيس من أجل العقد الوطني. وأفاد رزاقي أن هناك نقاطا بارزة في الندوة يتمثل أولها في لقاء التيار اللائكي المتطرف مع قيادات الفيس، وثاني نقطة طرح أفكار تخص كل الجزائريين، وثالثا: لم يتم إقصاء أي طرف، حيث حضرت جماعة الجنوب وكذا حركة بركات وغيرها، والتطرق لنقطة تتعلق بالانتخابات بعد تعديل الدستور الذي سيؤدي حتما إلى حل البرلمان وإعادة الخارطة الجزائرية لتقسيم الولايات يقتضي هو الآخر انتخاب برلمان جديد، مضيفا أن هناك نقطة أخرى تتعلق بانتخاب المجلس الدستوري. ولم يستبعد المتحدث بقاء فكرة الزعامة، ولكنه وصف الاجتماع بالناجح، كون الوثيقة التي كتبت لأول مرة صيغت بلغة واحدة وهي اللغة العربية، في وقت كتب منسق مشاورات الدستور الوثيقة باللغتين العربية والفرنسية، معتبرا أن ذات النقطة تحسب لهم رغم أن دعاة اللقاء يتحدثون بالفرنسية. واعترف رزاقي وقوع ارتباك لدى السلطة، حيث جاء رد السلطة متناقضا، لأن الوزير الأول سلال قال: "لن تعود الجبهة الإسلامية للإنقاذ"، وهو تناقض مع أويحيى، هذا الأخير الذي لم يجد تيارا إسلاميا يتحاور معه فاضطر ليتحاور مع حملة السلاح ومع أشخاص ممنوعين من السياسية وفقا للمادة 26 من قانون السلم والمصالحة، مضيفا "كما قال سلال ليس هناك مطلب انتقال ديمقراطي، معناه أنه يستحيل على السلطة بأن تقبل بمرحلة انتقالية، علما أنه في منظور المعارضة تشكيل لجنة وليس انتقال السلطة، وهذا الارتباك تستفيد منه المعارضة". من جهته، أكد المحامي مسعود عظيمي، أن الندوة أثبتت للشعب الجزائري أنه المعني الأول بالقضية، وللنظام حاليا أنها قادرة على تجاوز اختلافاتها وطرح البديل الجدي، وللعالم جدية السعي للانتقال الديمقراطي، لأن الخارج يرى أن الجزائريين لا يمكن لهم الجلوس إلى طاولة الحوار، كما قال إن العلمانيين نضجوا وفهموا كما فهم ونضج الإسلاميون. وأفاد المتحدث أن قوة التنسيقية في الترفع عن طروحاتها السياسية من أجل مبدأ واحد وهو مصير الجزائر، ونجاحها في وجود سعيد سعدي بجانب علي جدي وباقي الإسلاميين ومختلف الشخصيات الوطنية على مختلف توجهاتها، ملحين على ضرورة الانتقال الديمقراطي، والجميع حرصوا على ضرورة إخراج الجزائر من الأزمة والجلوس للحوار، مدركين أن بقاء الوضع على حاله سيؤدي للانفجار. ويعتقد عظيمي أن النظام لم يعد يستطيع قيادة حوار جدي، وفشل في قيادة مختلف النقاشات، بحكم أن هدفه الأول والأخير من تنظيم مختلف المناسبات واللقاءات التي تمت هو السعي للبقاء في السلطة والخلود فيها، باللعب على التناقضات الموجودة في الساحة السياسية، واصفا لقاء المعارضة بتاريخ جديد في حياة الجزائر وبالرسالة القوية للشعب الجزائري وللنظام. وأوضح المتحدث "أن أرسيدي التسعينيات غيره في ،2014 وإسلاميي التسعينيات غير "فيس" 2014، حيث لم يطرح فكر إيديولوجي حزبي، مضيفا "المهم أن جميعهم دق ناقوس الخطر لضرورة تجنيد مختلف القوى السياسية والشعب قبل أن تنفلت الأمور، ومن يقول أن الجزائر في منآى عن الربيع العربي مخطئ، والانتقال سيفرض فرضا، أحب النظام أو كره".