إذا ما تأكد أن مسؤولي الاتحاد الفرنسي لكرة القدم قد وضعوا ضمن أولوياتهم إقناع اللاعبين الفرنكو جزائريين باللعب لمنتخب ''الديكة''، فإن حسابات وأوراق اتحاد الكرة في الجزائر، وعلى رأسه روراوة، ستستقط في الماء، وسيعود الرجل إلى بولوغين أو تيزي وزو أو الشلف للبحث عمن يحمل القميص الوطني في المستقبل! مسؤولو الكرة عندنا، اتجهوا، منذ فترة، ليست بالقصيرة. إلى الحلول السهلة و''الجاهزة'' لتدعيم المنتخب الجزائري لكرة القدم، حيث اكتفى روراوة، وجهازه، ب''السؤال'' عن المواهب التي ترعرعت في مختلف مراكز التكوين بفرنسا لاستمالتها وإقناعها باللعب للجزائر، طالما أن فرصة اللعب لمنتخب فرنسا لم تكن ممكنة لجميع هؤلاء. إنه علينا الآن أن نعترف أن مغني ويبدة ولحسن وبودبوز وغيرهم، لو تأكدوا أن لهم مكانا ولو بين احتياطيي ''الديكة'' لما ترددوا في غلق الباب أمام روراوة، ومبعوثيه. وهذا الأمر سيكون منطقيا و''مقبولا''، طالما هدف كل لاعب أن يبحث عن التألق والبروز، والفرصة مع ''الديكة'' أفضل منها بكثير بين ''الأفناك''! لقد كان على روراوة وجهازه أن يتأكدوا، منذ اليوم الأول، أن ما تحقق بفضل قانون ''بهاماس'' ليس إلا فرصة نادرة، قد لا تتكرر مستقبلا.. وهاهو المستقبل لم يتأخر طويلا، ليتأكد الجميع أن بلفوضيل وطافر وفيغولي، وغيرهم قد لا يسيرون على خطى يبدة ومغني وبودبوز، بل إنهم يفضلون السير على خطى زيدان وبن زيمة وناصري وغيرهم! عندما كنا جميعا نعيش فرحة ''عودة'' المواهب الفرنكو جزائرية إلى ''الخضر''، لم نسمع نداءات وتحذيرات ''القلة'' من العقلاء في الجزائر، الذين نبهوا إلى أن التعويل على ''المنتوج الفرنسي'' هو ''سلاح ذو حدين'' وأن الإكتفاء بهؤلاء قد لايكون أمرا ''صائبا'' في كل الحالات. وإن الحل ''الطبيعي'' و''الأسلم'' في كل الحالات أن نعمل على تأهيل البطولة المحلية ورفع مستوى النوادي، بالسير نحو نظام الاحتراف ، في العقلية والأداء، فهذا الخيار وحده الكفيل بتأمين مستقبل كرة القدم الجزائرية، وما سيأتي- بعدها- من مدارس فرنسا من مواهب، فسيكون ''فايدة'' لاغير! المؤسف أننا نرى أن روراوة منشغل باتحاد شمال إفريقيا وتسيير العلاقة المضطربة مع مصر، أكثر من انشغاله بنمط سير البطولة المحلية وملف الاحتراف، مما يوحي بأن هذا الملف لم يصر بعد إلى سقف الأولويات في ذهن الرجل الأو( وربما الوحيد) في الكرة الجزائرية، وهو ما يمثل مواصلة للسير في الطريق الخطأ! المؤسف كذلك، أن لا أحد من المسؤولين ''وجعو راسو'' من ''الهروب'' الجماعي للأندية الجزائرية باتجاه تونس أو المغرب أو فرنسا للتحضير للموسم القادم.. لالشيء، إلا لأن الجزائر (الكبيرة) لا تحصي ولو مركزا واحدا لتحضير الفرق الرياضية، بل ولا ملعبا واحدا بمواصفات دولية ( كمال الحال في تونس والمغرب على الأقل). ورغم هذا، فإن أغلب المسؤولين يبدون تفاؤلا ''سخيفا'' بمستقبل الكرة الجزائرية، وحسبهم في ذلك أن فرنسا ماتزال ''ولودا'' للمواهب مزدوجي الجنسية.. الذين لاشك أن سيفضلون اللعب للجزائر.. عندما تغلق في وجوههم أبواب منتخب فرنسا!