يتحرك مسؤولو الكرة في فرنسا في طريق إقناع اللاعبين ذوي الأصول الجزائرية برفض أي عرض قد يأتيهم من بلدهم الأصلي الجزائر، وذلك لما يملكه هؤلاء اللاعبون من مؤهلات تفيد حتما منتخب “الديكة” المبني بالأساس بلاعبين من أصول غير فرنسية. وأولى الخطوات في تحقيق ذلك ما أعلنه الموقع الرسمي لنادي أولمبيك ليون عن توقيع اللاعب “إسحاق بلفوضيل” عقدا احترافيا مع ناديه الذي كوّنه (أولمبيك ليون) لمدة 3 سنوات، يبدأ مباشرة بعد نهاية العقد الذي يربطه حاليا مع الفريق ذاته (عقد متربص) نهاية 2011، استنادا إلى ما ذكرته صحيفة “لوفيڤارو”. وكان بلفوضيل قد شارك في 3 لقاءات الموسم الماضي مع الفريق الأول لأولمبيك ليون ونال إعجاب المتتبعين. البداية مع بلفوضيل... وبراهيمي وطافر في الطريق ولعل هذه الخطوة ما هي إلا بداية لاستراتيجية تقوم بها الاتحادية الفرنسية لكرة القدم لإبعاد اللاعبين من أصول جزائرية عن منتخب بلدهم الأصلي من أجل الاستفادة منهم في المنتخب الفرنسي الأول بعد أن أبدعوا مع منتخبات الفئات الشبانية والمنتخب الأولمبي، أو على الأقل استدعاؤهم للقاء واحد لحرمان الجزائر من الاستفادة منهم كونهم لاعبين كوّنتهم المدارس الفرنسية وصرفت عليهم أموالا ليصلوا إلى ما هم عليهم الآن. وهذا ما صرّحت به عدة وجوه كروية فرنسية في مرات سابقة. وبعد الانتهاء من تحويل نظر “بلفوضيل“ عن منتخب الجزائر سيلتفت الفرنسيون لكل من “يانيس طافر“ و”ياسين براهيمي“ للضغط عليهما لضمهما لاحقا للمنتخب الفرنسي الأول، كما كان عليه الحال سابقا مع كمال مريم، سمير ناصري وكريم بن زيمة الذين تم إبعادهم من منتخب “الديكة” بالرغم من مستواهم الجيد. بلفوضيل مهاجم عملاق وهكذا جاء اللاعب المولود في مدينة سطيف قبل 18 عاما والذي يحمل الألوان الفرنسية مع منتخب أقل من 17 سنة الذي يشرف عليه الفرنسي “فيليب بيروجورو” تنقل بين عدة نواد خلال فترة تكوينه مثل “إلينكور“، “كليرمون فوت“ وحتى باريس سان جرمان قبل أن يكتشف المسؤولون عن مركز تكوين “أولمبيك ليون“ موهبة هذا المهاجم العملاق (1.91 وهو لم يتجاوز 18 ربيعا) ويضموه إلى ناديهم سنة 2008 بموجب عقد لاعب شاب امتد لأربعة مواسم. تألقه في كأس ڤومبارديلا (الخاصة بفئات الشباب في فرنسا) ووصوله إلى الدور نصف النهائي جعله يطرق مبكرا أبواب التشكيلة الأولى الأمر الذي تم الموسم الماضي، حيث تمت ترقيته إلى الفريق الأول ليكون أول ظهور له شهر أوت من العام الماضي أمام “أوكسير“، لكن دون أن يحصل على فرص كثيرة من المدرب “بويل”، بالنظر إلى الأسماء اللامعة التي يضمها الفريق وفي مقدمتها النجم الأرجنتيني “ليساندرو لوبيز“. بروز اللاعب بشكل خاص مع المنتخب الفرنسي لأقل من 17 سنة في كأس أوروبا لهذه الفئة قبل عام، ساهم أيضا في إقناع إدارة الرئيس “جون ميشال أولاس“، بتزكية من المدرب “كلود بويال“ والمدير الفني “لاكومب“، لإمضاء عقد احترافي مع اللاعب ويلتحق بالتالي بزميله “يانيس طافار“ الذي سبقه إلى ذلك قبل عامين لما وقع على عقد احترافي مع النادي في أفريل 2008. سيبتعد أكثر عن المنتخب الجزائري بعد هذا التوقيع ويرى المتتبعون أن توقيع “بلفوضيل“ في ليون سيبعده أكثر عن المنتخب الجزائري، خاصة أن الرئيس “أولاس“ لم يكن أبدا متحمسا لتحوّل لاعبيه للعب مع المنتخب الجزائري ويفضلهم دائما مع المنتخب الفرنسي من أجل رفع أسهمهم وبيعهم فيما بعد مثلما فعل مع الجزائري الأصل “كريم بن زيمة“، وما على المسؤولين في المنتخب الوطني سوى البحث عن بدائل أخرى أو وضع ثقتهم في المهاجمين الحاليين، خاصة أن اللاعبين “طافار” و”بلفوضيل” وقبلهما “براهيمي“ ليسوا متحمسين تماما للعب للمنتخب الجزائري وهو ما صرح به “بلفوضيل“ علنا لما أكد قبل أشهر لوسائل الإعلام الفرنسية أنه يفضّل مواصلة تجربته مع المنتخب الفرنسي الذي يحمل ألوانه في فئة الشباب. ومن الواضح أن أمرا واحدا قد يغيّر رأيه ويحوّله نحو الجزائر وهو فشل مشواره الكروي مع “ليون“ واستبعاده من حسابات المسؤولين في المنتخب الفرنسي الأول كما كان الحال مع العديد من الدوليين الجزائريين الحاليين وهم بالعشرات. الاتحادية الجزائرية مشغولة بالطاقم الفني حاليًا والواضح في هذه الأيام أن مسؤولي الكرة عندنا منهمكون في تشكيل الطاقم الفني القادم للمنتخب الوطني، وبالتالي فالاتصال بهؤلاء اللاعبين سيكون مؤجلا إلى ما بعد الانتهاء من ترتيب أمور المدرب الوطني ومساعديه والتي تعد القضية الأساسية التي تشغل بال رئيس الاتحادية محمد روراوة. أما بخصوص ربط الاتصال بهؤلاء اللاعبين مزدوجي الجنسية ومحاولة إقناعهم بارتداء القميص الوطني فستكون المهمة موكلة حتما إلى أحد اللاعبين الجزائريين القدامى المقيمين بفرنسا، لأنهم أدرى بما يدور في الساحة الكروية هناك ومهمة التواصل ستكون أسهل، حتى أن مشكلة التنقل لن تكون مطروحة بالنسبة للذين يملكون جواز سفر فرنسي لأن الانتقال بين دول الاتحاد الأوروبي لن يشكل مشكلا لهم. فغولي قد يقتنع باللعب ل “الخضر“ بانتقاله إلى “فالنسيا” الإسباني وخروجه من البطولة الفرنسية، سيكون “سفيان فغولي” خارج استراتيجية الضغط التي يمارسها الفرنسيون على هؤلاء اللاعبين، بما أن التحاقه بالمنتخب الفرنسي أو الجزائري سيكون متوقفا على رغبته الخاصة. وبالتالي فعلى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم السعي لكسب ود هذا اللاعب الشاب كما فعلت مع مدلّل “الخضر“ الجديد “رياض بودبوز”، من خلال إرسال أشخاص قادرين على إقناعه وإظهار اهتمام الجمهور الرياضي في الجزائر به. وهذا ما قد يجعله يفكر في زيارة الجزائر والوقوف على مدى دعم الجزائريين لمنتخب بلادهم على عكس المنتخب الفرنسي الذي يمر بمشاكل عديدة ويتعرض دائما لانتقادات لاذعة بمجرد تسجيله لتعثر.