أوليفيه توماس، ''مير'' بلدية ماركسيوس الواقعة جنوب باريس والتي ينحدر منها ''جيرمانو'' الضحية الذي أعدمته القاعدة كرد فعل على العملية المشتركة التي قادتها فرنسا ضد معاقل التنظيم الإرهابي، يحظى باستقبال الوزير الأول فرانسوا فيون، ليطلعه الوزير بكل ''شفافية'' على الظروف التي أحاطت باغتيال مواطن ينتمي إلى بلديته، وذلك عقب غضب المير ''العادي'' من تصريحات رئيس جمهورية فرنسا إزاء القضية. ليضطر ساركوزي، ''شخصيا''، إلى تكليف وزيره الأول، بتوضيح الرؤية لمير ثار لمصير مواطن انتخبه ميرا قبل أن ينتخب ساركوزي رئيسا.. مير لبلدية صغرى مقارنة ببلدية باريس أو مرسيليا، يرغم الوزير الأول على استقباله ليشرح له أطوار قضية تسمى عندنا قضية أمن وأسرار دولة، لم يعترف بحدودها رئيس بلدية، لم يكن ساركوزي يسمع به قبل الحادثة، ليجد رئيس الجمهورية نفسه مدانا لمير ''عادي'' بتفسير رسمي، لأن مواطنا ببلدة المير فقد حياته جراء مغامرة عسكرية فاشلة، فكان على ساركوزي ووزيره الأول أن يقفا وجها لوجه في معركة مع ''مير'' من عامة الأميار، استعمل واستغل حقه القانوني الكامل في معرفة كيف ومن تسبب في ''اغتيال'' مواطنه؟ قوة مير ماركسيوس، لم تكن في عضلاته، ولا في مكانة بلديته، البسيطة أصلا، وإنما في نظافة يده التي لم تدنسها ''وصولات البنزين'' أو توافه الأمور، فكانت القوة في السمو وفي نظافة اليد ونظافة الصوت الانتخابي التي تجعل من ''البسيط'' غولا يتحدى حتى الرئيس. وفرق شاسع بين ''مير ''عادي في باريس، وألف مير وألف برلماني ومائة وزير عندنا، يكفي الإشارة إلى ملف تحت الرف لكي يخرسوا إذا ما زل لسانهم صدفة واستفسروا عن سر ارتفاع سعر الدجاج في زمن ''اللحم'' والرقص والبقر الهندي؟.