العنف بغرداية يغير خارطة الطرقات لأصحاب المركبات دعا المجلس الشعبي الولائي لغرداية وأعيان المنطقة، إلى العمل على وقف التحريض بكل أشكاله ووسائله المختلفة، خاصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، محذرا من الآثار السلبية لمثل هذه الحملات. حيث جاء في أول بيان للمجلس منذ اندلاع الاشتباكات التي تعرفها المنطقة في الأيام الأخيرة، شدّد من خلاله على ضرورة اتخاذ "الحوار وسيلة لمعالجة كل القضايا، التي قال إنه لابد من "الإسراع في حل كل المشاكل المطروحة في وقتها لتفادي التراكمات"، إضافة إلى "التكفل بكل ضحايا الأزمة بكل جدية وفي أقرب الآجال". وقد جاءت دعوة المجلس الشعبي الولاية لغرداية بعدما شهدت شبكات التواصل الاجتماعي، عمليات حشد وحشد مضاد من الطرفين، إضافة إلى الدعوات والترويج البعض للإشاعات بهدف التعبئة وتهييج الجماهير. من جانب آخر، تشهد مدينة غرداية تغير خارطة الطرق بعد الصعوبات التي يجدها بعض الناقلين في سلك نفس الاتجاهات التي كانوا يمرون بها، نتيجة الأحداث التي تشهدها المنطقة في الأيام الأخيرة، أين يحرص سائقو الحافلات وسيارات الأجرة في اتخاذ مسالك تجنب الانزلاق. حيث تسببت المواجهات التي عرفتها مدينة غرداية في إيجاد صعوبة من طرف الناقلين بدخول كل الأحياء التي كانوا يمرون منها، وذلك خوفا منهم للتعرض للاعتداءات من طرف بعض الشباب الغاضب. وفي حديث ل«البلاد" مع بعض سائقي الأجرة، أكّدوا لنا أن الأمر يتعلق بالاحتراز والخوف من التعرض للهجومات أو الرشق بالحجارة من بعض "المتهورين" من الجهتين، حيث أوضح "نسيم" وهو سائق طاكسي ميزابي، والذي نقلنا من حي باب السعد إلى حي بونورة، أن الإشكال الواقع يكمن في "الحذر من التعرض للاعتداء من طرف بعض المتعصبين، خاصة عندما يعلم أنك ميزابي"، هذا الأمر الذي جعل من "نسيم" يعرج علينا على الأحياء الميزابية للوصول إلى حي بونورة. نفس الأمر حدث مع "السعيد"، الشاب الشعانبي الذي اتصلنا به من أجل نقلنا من بونورة إلى حي 15 فيلا وسط المدينة، وأثناء الحديث معه طلب منا النزول إلى الطريق الوطني أمام البريد من أجل إيصالنا إلى المكان المعني، موضحا لنا أن ذلك "كان من أجل تفادي كل المشاكل التي يمكن وقوعها"، مؤكدا أن هذا يعد "خطوة احترازية بالرغم من أن الأمر قد يمر بسلام إلا أن عدم المغامرة أفضل في مثل هذه الأوقات". من جهته، أكّد رئيس مؤسسة الشعانبة للتأصيل والتنمية بوعامر بوحفص في لقاء مع "البلاد"، أن ما تشهده غرداية من "ارتفاع درجة التوتر في أوساط المجتمع هذه الأيام لم تشهد لها مثيلا في السابق"، معطيا مثالا حول ما يقع في وسائل نقل المسافرين، نظرا إلى "صعوبة التحرك بحرية للجميع، أين خلقت حدود يتوقف فيها كل طرف". هذا الأمر الذي لم يتقبله المتحدث، والذي دعا إلى "ضرورة إيجاد الحلول العاجلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها".