تعثر أمس، لقاء تصالحي كان سيجمع أعيان من المالكية وبني ميزاب، على طاولة الحوار، لحقن الدماء التي أريقت في غرداية، وسط هدوء حذر ساد المدينة صبيحة أمس. قال باحماني صالح، المكلف بالإعلام لدى أعيان مليكة، أن الوزير الأول بالنيابة يوسف يوسفي، التقى الطرف الآخر في اجتماع تنسيقي سبق التحاور بينهما، ”لكنه رفض”، وعلل يوسفي، وفق ما نقله المتحدث، بسبب عدم اندمال الجرح بعد بقاء الجو المشحون على خلفية مقتل ثلاثة أشخاص في ظروف غامضة قبل يومين. وأوضح أحد أعضاء خلية التنسيق أن ممثلي الأعيان التقوا في اجتماعين منفصلين مع الوزير الأول يوسفي، ووزير الداخلية الطيب بلعيز، لبرمجة لقاء يجمع أطراف النزاع نهار أمس، لكن أوضح باحماني، تعثر اللقاء، مؤكدا أن الكرة الآن في ساحة المالكيين لقبول الجلوس على طاولة الحوار. وفي بيان لأعيان قصر مليكة، اطلعت ”الفجر” على نسخة منه، أرجع تعفن الأوضاع الى سحب قوات الأمن من الأحياء التي رفضت التواجد بها، إذ تم سحبها على الرغم من عدم التحسن الأمني، مشيرا إلى أنه تم تهجير نحو 30 عائلة وحرق 100 محل تجاري، داعيا السلطات إلى تدارك الأمر قبل فوات الأوان. ونقل مسؤول الإعلام بمجلس أعيان مليكة، ل”الفجر”، الهدوء الحذر الذي عاد للمنطقة، بعد تواصل المواجهات وأعمال العنف إلى غاية الثالثة صباحا، بين قصر مليكة وحاج مسعود وبمصمارة، خلفت حرق محل تجاري، بينما تواصلت عمليات السرقة والتخريب إلى غاية مساء أمس. من جانبه، قال رئيس مجلس مؤسسات الشعانبة، بوحفص بوعامر، إن وزير الداخلية وعد خلال الاجتماع الذي جمعهم به ب”تحقيقات دقيقة ومعمقة للوصول إلى الحقيقة”، وأوضح أن الوزير بدا واثقا من نفسه وهو يقول ”سنصل إن شاء الله إلى الفاعل”، وتعهد وزير الداخلية حسب بوعامر، بإعادة النظر في استراتيجية الانتشار الأمني في الأحياء، بعد شكوى أعيان الشعانبة من خلل في توزيع قوات الأمن بين أحيائهم وتلك التي يقطنها بني ميزاب.