أنذرت إسرائيل أمس، قرابة مائة ألف فلسطيني بإخلاء منازلهم في قطاع غزة، بينما يكثف جيش الاحتلال غاراته الجوية بعد رفض حركة حماس لمبادرة وقف إطلاق النار. وتدخل العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة يومها التاسع، بينما قتل 205 فلسطينيين في الغارات الجوية الإسرائيلية، وأصيب 1530 آخرين منذ بدء العملية، التي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم "الجرف الصامد ". واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي في غارات جوية فجر أمس، منازل قادة كبار في حماس من بينهم محمود الزهار غرب مدينة غزة، حيث أعلن مصدر أمني في القطاع أن "طائرات الاحتلال من طراز اف 16 استهدفت منزل عضو المكتب السياسي في حماس القيادي محمود الزهار ودمرته كليا، ما أسفر أيضا عن أضرار في المسجد المجاور ومنازل عديدة "، موضحا أن الزهار لم يكن في المنزل. وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أول أمس ب "توسيع وتكثيف " العملية العسكرية على قطاع غزة بعد ان رفضت حركة حماس مبادرة التهدئة المصرية. وقال نتنياهو في تصريحات نقلها التلفزيون "كان من الأفضل حل هذه المسألة دبلوماسيا، وهذا ما حاولنا القيام به عندما قبلنا اليوم اقتراح الهدنة المصري ". وأضاف "لكن حماس لم تترك لنا خيارا سوى توسيع وتكثيف حملتنا ضدها". من ناحية أخرى، قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة إن الجهاد رفضت المبادرة المصرية لكونها ساوت بين "الجلاد والضحية، إضافة إلى أن العدوان على غزة مستمر بلا هوادة، ولم يتوقف دقيقة واحدة، فضلا عن كونها لم تنص على إنهاء الحصار بشكل أساسي. نعم هي تحدثت عن هذه القضية تحديدًا لكنها ربطتها بالأوضاع على الأرض فيما بعد " ونقلت وكالة "معا " الفلسطينية عن النخالة القول في تصريح متلفز الليلة الماضية ترحيب حركته بأي جهد لتطوير المبادرة وتحسين بنودها، قائلا "نحن على تواصل مع الجانب المصري وسنسعى من أجل تطوير المبادرة ". وأشار إلى أن الاتصالات مع مصر كانت على مستوى إدارة المخابرات العامة. ولفت إلى عدم وجود اتصالات مع قطر وتركيا، لكنه أكد أنه "لا مانع لدينا في أن ندرس أي مبادرة تكون في صالح شعبنا بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءها، لكننا في النهاية محكومون بعدم تجاوز القاهرة ودورها، فلا نجاح لأي مبادرة لا تكون مصر اللاعب الأساسي فيها".