وافقت إسرائيل صباح امس على مبادرة وقف إطلاق النار التي طرحتها مصر الاثنين، وواصلت فجر امس قصفها قطاع غزة موقعة إلى الآن 5 قتلى. وقالت صحيفة هارتس الإسرائيلية إن الحكومة الاسرائيلية التي اجتمعت في وقت مبكر من صباح اليوم وافقت على العرض المصري للتهدئة رغم اعتراض أحزاب اليمين المتشددة فيها. من جهتها قالت الإذاعة العبرية العامة نقلا عن مصادر سياسية إسرائيلية إن اسرائيل لن ترفض المبادرة المصرية، مشيرة إلى أن هذه المبادرة لا تلبي مطالب حركة حماس وهي تخرج من المعركة أضعف بكثير مما كانت عليه قبل بدئها. حماس ترفض المبادرة المصرية وكانت حركة حماس رفضت الاثنين مبادرة وقف إطلاق النار التي طرحتها مصر، قبل التوصل إلى اتفاق شامل، وقال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم لوكالة فرانس برس "بالنسبة للمبادرة المصرية لم يصلنا شيء بشكل رسمي، ووقف إطلاق النار دون التوصل لاتفاق مرفوض"، مضيفا "لم يحدث في حالات الحروب وقف إطلاق النار ثم التفاوض. يشار إلى أن مصر اقترحت في وقت سابق من الاثنين وقفا لإطلاق النار بين اسرائيل وحركة حماس يبدأ اعتبارا من صباح الثلاثاء الساعة السادسة بتوقيت غرينيتش. وجاءت المبادرة عشية وصول وزير الخارجية الأميركي جون كيري للقاهرة للتشاور بشأن التهدئة في غزة. بدورها نفت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن تكون قد تسلمت هذه المبادرة، التي وصفتها ب"مبادرة ركوع وخنوع". وقال بيان للكتائب: "إن صح محتوى هذه المبادرة فإنها مبادرة ركوعٍ وخنوع، نرفضها نحن في كتائب القسام جملةً وتفصيلاً، وهي بالنسبة لنا لا تساوي الحبر الذي كتبت به".
ترحيب محلي وعربي ودولي بالمبادرة المصرية ولقيت المبادرة المصرية ترحيبا من أواسط محلية فلسطينية وأخرى عربية ودولية. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قوله إن "المبادرة تمهد لجهد سياسي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". فيما أعلن وزراء الخارجية العرب عن دعمهم للمبادرة المصرية، واعتبروا في بيان صادر في ختام اجتماعهم في القاهرة الاثنين أنها تأتي من منطلق "الحرص على أرواح الأبرياء وحقنا للدماء" وطالب البيان كافة الأطراف المعنية بإعلان قبولها للمبادرة والتزامها بما نصت عليه، ودعا الأطراف الإقليمية والدولية إلى قبولها وتهيئة المناخ اللازم لاستدامة التهدئة. دوليا أعربت اشنطن عن أملها في أن تسمح المبادرة المصرية "بعودة الهدوء في أسرع وقت ممكن" ورحب الرئيس الأميركي باراك أوباما بالمبادرة، لكنه اعتبر، خلال حفل إفطار رمضاني، أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد هجمات "لا تغتفر"، واصفا في الوقت نفسه مقتل مدنيين فلسطينيين في الهجوم الاسرائيلي على القطاع بأنه "مأسوي". بدوره قال الاتحاد الأوروبي الاثنين، إنه على اتصال بالأطراف في المنطقة للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ويتابع الاتحاد الأوروبي التطورات في غزة بقلق بالغ، داعيا طرفي النزاع إلى ضبط النفس لتفادي الخسائر في الأرواح والعودة إلى الهدوء وكانت دول عديدة في أميركا اللاتينية قد نددت بالعملية العسكرية التي تشنها منذ إسرائيل على قطاع غزة مطالبة بوقف إطلاق النار، في حين شهدت غالبية هذه الدول التي تحكمها أنظمة يسارية تظاهرات داعمة لغزة.
ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي لغزة إلى 191 قتيلا لقي 4 فلسطينيين مصرعهم صباح امس في غارات إسرائيلية جديدة على قطاع غزة، وذلك رغم موافقة تل أبيب على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، التي تبدأ اليوم. وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) بأن أربعة مواطنين قتلوا في قصف إسرائيلي على مدينتي خان يونس ورفح ليرتفع عدد القتلى في قطاع غزة منذ بدء الهجوم الى 191 قتيلا وأكثر من 1400 جريح. وأضافت الوكالة أن الطائرات الإسرائيلية شنّت عدة غارات على حي الزيتون ومخيم الشاطىء وبلدة بيت لاهيا ودمرت عدة منازل.
إصابة جندي اسرائيلي في سديروت.. واسرائيل تنوي نشر بطاريات إضافية لاعتراض الصواريخ إلى ذلك أفادت مصادر من القدس بإصابة جندي إسرائيلي بجروح طفيفة بشظايا صاروخ أطلق من قطاع غزة واستهدف منطقة سديروت. من جانبه أكد الجيش الإسرائيلي سقوط 35 صاروخا أطلقت من قطاع غزة منذ الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي واستهدفت العديد من المناطق على غرار عسقلان وأسدود وأشكول وبيت ربان وحيفا ولم تسفر عن سقوط ضحايا أو إصابات. وفي سياق متصل نقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي امس الثلاثاء قوله إن بلاده أمّنت التمويل اللازم لشراء ثلاثة بطاريات صواريخ اعتراضية جديدة لمنظومة القبة الحديدية. ومنذ بداية التصعيد العسكري الأخير مع حركة حماس في الثامن من جويلية ، أدخل الجيش الإسرائيلي بطاريتين جديدتين إلى الخدمة، أضيفتا إلى سبع وحدات من نظام القبة الحديدية المعدة لإسقاط الصواريخ. تجدر الإشارة إلى أن جميع بطاريات القبة الحديدية العاملة كانت قد سلمتها الولاياتالمتحدة لإسرائيل ما عدا واحدة فقط، حسب مدير وكالة الدفاع الصاروخي التابعة لوزارة الدفاع يائير رماتي مطلع هذا الأسبوع. وكان قطاع غزة قد شهد أمس قصفا عنيفا طوال ساعات الفجر وحتى الصباح، استهدف منازل المواطنين ومؤسسات مدنية ومساجد وبنية تحتية. كما تعرّضت لقصف الطيران الإسرائيلي مواقع تابعة للمقاومة وأراض زراعية في أنحاء متفرقة بالقطاع.
نتنياهو: إسرائيل تريد أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى نزع سلاح غزة قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس الثلاثاء إن إسرائيل ترى أن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة فرصة لتجريد القطاع من الصواريخ لكنها مستعدة لمضاعفة أنشطتها العسكرية إذا استمر إطلاق الصواريخ عبر الحدود. وقال نتنياهو للصحفيين "وافقنا على المبادرة المصرية من أجل اعطاء فرصة لنزع سلاح القطاع (غزة) من الصواريخ والانفاق عبر السبل الدبلوماسية." وأضاف "لكن إذا لم تقبل حماس مبادرة وقف إطلاق النار كما يبدو الوضع الآن فإن إسرائيل سيكون لديها كل الشرعية الدولية لتوسيع العملية العسكرية لتحقيق الهدوء المنشود."
حركة حماس تغلق المعبر الحدودي مع اسرائيل أغلق امن حركة حماس الجانب الفلسطيني من معبر ايريز الحدودي في قطاع غزة، ومنع نحو عشرين مريضا من التوجه إلى إسرائيل ولم يتمكن عدد من الصحافيين من دخول القطاع، عبر بحسب شهود عيان. ووصل نحو 20 فلسطينيا من بينهم مرضى من المقرر توجههم إلى إسرائيل للعلاج، إلى الجزء الفلسطيني من المعبر شمال القطاع وفوجئوا بان بوابته مغلقة. وأكد الشهود بان عددا من رجال الأمن التابعين لحماس ابلغوهم بان المعبر مغلق لأسباب أمنية وحرصا على حياة المواطنين. ومنع صحافيون أجانب أيضا من الدخول إلى غزة وطلب منهم العودة.
إطلاق 3 صواريخ من مصر على منتجع إيلات وإصابة 4 مدنيين قال مسؤولون أمنيون اسرائيليون إن ثلاثة صواريخ أطلقت من مصر على منتجع إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر امس الثلاثاء وأصابت أربعة مدنيين. وصرح هؤلاء بأنهم يعتقدون أن متشددين إسلاميين في سيناء بمصر هم من أطلق الصواريخ، وأن الغرض منها إحباط جهود القاهرة للتوسط لإنهاء أسبوع من الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين في غزة. وكانت هذه أول صواريخ تصيب إيلات منذ تفجر الصراع. وقال متحدث عسكري إن صاروخين سقطا داخل المدينة التي تتاخم مصر والأردن وأن الثالث سقط في منطقة خلاء.