أثارت أعمال الشغب التي رافقت المظاهرات التي عرفتها شوارع فرنسا أول أمس، مساندة للفلسطينيين في غزة واستنكارا للمجازر الصهيونية المرتكبة في حق الأبرياء من المدنيين الرجال، النساء والأطفال، مخاوف الحكومة، من استمرار أعمال العنف والمواجهات بين المسلمين واليهود الفرنسيين، والذي من شأنه أن يجرّها إلى أزمة حقيقية هي في غنى عنها. تفاجأت السلطات الفرنسية، بالسيناريو الذي انتهت إليه المظاهرات التي خرج فيها المئات منددين بالاعتداء الصهيوني على قطاع غزة، وقتل الأبرياء دون وجه حق، بعدما أسفرت عن مواجهات بين المتظاهرين، وأعمال شغب وعنف وتحطيم للممتلكات، نتيجة استفزاز يهود فرنسا للمسلمين، وهو الوضع الذي تصدر الجرائد الفرنسية أمس، التي حاولت كلها إيجاد مبررات منطقية لما حدث، متسائلة عن كيفية تحول مظاهرات سلمية داعمة لحقوق الإنسان إلى مواجهات حقيقية، وحاولت هذه الأخيرة التحذير مما قد تحمله الأيام القادمة، في حال استمر الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة، والذي أثار حفيظة أغلب الفرنسيين على رأسهم المسلمون من أصل عربي. وتعرف فرنسا بوجود جالية يهودية كبيرة، إلى جانب عدد كبير من المسلمين، حيث بلغ عدد الجزائريين لوحدهم أزيد من 6 ملايين شخص، هؤلاء كان لهم موقفهم تجاه ما يحدث في فلسطين من تقتيل للأبرياء، مما جعلهم يخرجون في مظاهرات تدعم الغزّاويين وتطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف الاجتياح، وما حدث أول أمس الأحد، دليل على إمكانية استمرار المواجهات بين الطرفين خلال الأيام القادمة لتتحول إلى بركان عنف، وهو ما بات يثير مخاوف السلطات، خصوصا أنها قد لا تنجح في السيطرة على الأمر، لحساسية المجتمع الفرنسي، حيث ركزت الصحف الفرنسية، على وجود ما وصفتهم ب«المتطرفين" في كل جانب، والذين فشلوا في التعامل مع القضية بأسلوب حضاري، دون أن تخفي تعاطفها مع سكان غزة والوضع الإنساني الصعب الذي يعيشونه، والأهم من ذلك، أنها دقت ناقوس الخطر تحسبا لارتفاع درجة الغليان في المجتمع الفرنسي، حيث عنونت الصحف، "انتقال عدوى نزاع الشرق الأوسط إلى فرنسا" و«الحرب في غزة وبرميل البارود في فرنسا".