أكّد المحلل والخبير الأمني بن عمر بن جانة، أن إسرائيل استعملت "أنواع أسلحة خطيرة جرثومية وسرطانية محرمة دوليا"، في "قتل مئات الأبرياء من أطفال ونساء غزة جراء الغارات والقصف العشوائي الذي خلف آلاف الجرحى"، مؤكدا فشلها وإخفاقها عسكريا بالرغم من امتلاكها أقوى جيش نظامي في المنطقة. أوضح بن جانة في اتصال ب"البلاد"، بأن هدف إسرائيل الأساسي من الحرب الأخيرة على غزة جاءت بغرض "إجهاض عمليات المصالحة وإبقاء الإخوة في فلسطين على الانقسام"، ومن وراء ذلك أهداف فرعية على غرار "إيقاف الخنادق وتحطيم المقاومة، إضافة إلى استهدافها نزع سلاح المقاومة ولجم إطلاق الصواريخ نحو الكيان الصهيوني"، وهو الأمر الذي لم يتحقق، حسب الخبير الأمني. وأجزم المتحدث موضحا أن الحرب الإسرائيلية على غزة "فشلت في تحقيق أهدافها الإستراتيجية والسياسية"، بالرغم من قصفها لمدن آهلة بالسكان، في هذه "العمليات الظاهرة للعيان وارتكابها لجرائم حرب وفقا للقانون الدولي"، مشددا على أن "العملية الإجرامية التي ترتكبها هذه العصابة الصهيونية دون تدخل لأي جهة إقليمية أو دولية في ظل تفكك في المواقف الدولية وانحطاط ناتج عن حقد دفين من القيادات العربية المتشرذمة". وأوضح بن عمر بن جانة بأن "حركة حماس والمقاومة هي من تملك قرار إنهاء الحرب التي شنتها إسرائيل"، معددا المكاسب الميدانية التي حققتها المقاومة على غرار "صواريخها التي أصبحت تغطي كامل الجو الصهيوني"، إضافة إلى "الدقة والتحديد التي تصيب أكثر من هدف"، والدليل على ذلك، يضيف بن جانة، "قصف مطار بن غوريون وغياب شركات الطيران عن الكيان الصهيوني". وأضاف المتحدث في هذا الخصوص قائلا إن "العمليات التي يقوم بها جنود المقاومة مهمة جدا، لكونها عمليات نوعية خاصة الأخيرة منها"، على غرار "استعمال الخنادق، حيث أصبحت هاجسا أمام الكيان الصهيوني الذي أثبت أنه هش بعدما كانوا يعتبرون أن فلسطين لهم"، حيث أصبح "الصهاينة يعيشون في ملاجئهم". وفي مقارنة له بين حرب 2008 والاعتداءات الحاصلة هذه الأيام، قال بن جانة إن "الموازين تغيرت، حيث إن الكيان الصهيوني أصبح في خندق الضعف مقارنة مع الحروب السابقة، بالرغم من امتلاكه ل 360 رأسا نوويا". بينما "لم يتمكن الصهاينة من إيجاد حل لوقف صواريخ المقاومة، وكذا عمليات الخنادق وعمليات الاستدراج ووضع الكمائن وخطف الجنود". هذا الأمر الذي يدل على "هشاشة الجيش الإسرائيلي". أما بالنسبة إلى المقاومة، فهي "عزة وشرف لكل عربي مقاتل"، مؤكدا على أن "كل ما يظهر في قطاع غزة هو نتاج ثبات هؤلاء". إضافة إلى "خطفهم الجندي شاؤول"، والتي تعد "قضية إهانة وإذلال للجيش الإسرائيلي"، حيث "يتم خطف جندي من بينهم، على الرغم من تقدم المشاة والمدرعات إضافة إلى حاملات الجنود"، حيث إن "الوضع في غزة حاليا يختلف تماما عن الوضع في 2012 أو خلال عدوان 2008 /2009"، يذكر بن جانة، الذي قال إن "هناك معطيات كثيرة تغيرت في المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، على غرار ما يظهره "عدد قتلى الجنود الإسرائيليين الذين تم الإعلان عنهم".