أطلقت جل مساجد قسنطينة، خاصة مع دخول الأيام العشرة الأواخر من شهر رمضان الفضيل في خطوة للحفاظ على علاقة النشء الصاعد بتعاليم الدين الحنيف، وتعريفه بأبرز محطات الإسلام المنيرة، وأبرز الشخصيات التي دافعت عن الحق وحملت تعاليم وقيم هذا الدين السمح العديد من المسابقات الفكرية والتربوية. المسابقات التي تزامنت مع بداية العطلة الربيعية كانت فرصة جيدة للأطفال؛ من أجل الاقتراب أكثر من الدين، وتحصيل كمٍّ معتبر من المعلومات، خاصة بعد الأبحاث التي كانوا يقومون بها من أجل المشاركة في مختلف المسابقات الدينية، سواء التي تم برمجتها في الفترة الصباحية بين صلاتي الظهر والعصر، أو خلال الفترة المسائية والتي يتم برمجتها قبل أذان العشاء بوقت قصير. ومن المسابقات التي أطلقتها مساجد قسنطينة على غرار المسجد القطب الأمير عبد القادر بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف والقيادة العامة للمحافظة الولائية للكشافة الإسلامية الجزائرية، مسابقة حفظ القرآن، والتي جاءت تحت شعار "بالقرآن نحيَى، وبالحفظ نرتقي"، لفائدة الأشبال المنتمين إلى الكشافة الإسلامية. من جهته، أطلق مسجد الاستقلال بحي الكدية وسط مدينة قسنطينة على غرار مساجد أخرى، مسابقة الخطيب الصغير. وهي المسابقة التي تنمّي القدرة البلاغية والخطابية بين الأطفال من مختلف الأعمار، وتدرّب المشاركين على فن الإلقاء، وعلى قواعد اللغة العربية السليمة؛ حيث يقدّم كل طفل خطبة قصيرة، يتم تحديد موضعها مسبقا، ليتم بعدها تقييم الإلقاء من طرف أئمة مختصين. أما مسجد النبي زكرياء بالقطب الحضري 6 آلاف مسكن "عدل 2" بالرتبة، فقد أطلق مسابقة لحفظ القرآن تخص 3 مستويات. يضم المستوى الأول الأطفال المتمدرسين بالطور الابتدائي، والذين تنافسوا في حفظ سورة الملك، ثم الطور الإكمالي؛ حيث كانت المنافسة في حفظ سورة ياسين، فالطور الثانوي، حيث كان التنافس في حفظ سورة الكهف. كما نظم المسجد مسابقات فكرية ودينية لطرح أسئلة حول السيرة النبوية، وحياة الصحابة قبل أذان العشاء، مع توزيع جوائز رمزية لتحفير البراعم على المشاركة. وأطلقت المدرسة الابتدائية أبو القاسم الشابي بحي الكيلومتر الرابع ببلدية قسنطينة، مسابقة لتجويد القرآن، تحت إشراف مدير وأساتذة المدرسة بالتنسيق مع لجنة وإمام مسجد عبد الرحمان بن عوف بحي الرياض المجاور. وهي المبادرة التي عرفت استحسانا كبيرا من طرف الأولياء، وفرحة كبيرة بين التلاميذ من الجنسين، المشاركين في هذه المنافسة الشريفة. كما نظم مسجد عمرو بن العاص بحي الحياة، مسابقة لحفظ القرآن، شملت فئة الحفظة الذين ختموا 60 حزبا، وفئة الحفظة الذين ختموا 48 حزبا. كما شملت المسابقة الدينية الحفظة الذين تمكنوا من حفظ ربع القرآن؛ أي 15 حزبا وأقل؛ على غرار حفظ 12 و9 أحزاب، حيث سيتم تكريم هؤلاء الحفظة من أجل تشجيع أكبر عدد من مرتادي هذا المسجد من فئة الأطفال والشباب، على حفظ كتاب الله، والعمل به. وببلدية حامة بوزيان، أطلق مسجد الحسنين مسابقتين، عرفتا إقبالا كبيرا من طرف البراعم، حيث كانت المسابقة الأولى خاصة بالخطيب الصغير، إذ تنافس الأطفال فوق المنبر، على أحسن خطبة يتم إلقاؤها، بينما كانت المسابقة الثانية في النداء إلى الصلاة، ومسابقة المؤذن الصغير، التي كان فيها الصحابي الجليل بلال بن رباح، قدوة كل طفل صغير. إذاعة الجزائر من قسنطينة هي الأخرى واكبت الحدث، من خلال حصة "فتيان المنابر" للزميل منير بلهولة، والتي فتحت المجال أمام شباب المستقبل، تحت أعين أساتذة مختصين من مصلحة التعليم القرآني، والتكوين، والثقافة الإسلامية بمديرية الشؤون الدينية، بالتنافس المستحسن، واستعراض قدراتهم في الخطابة والإلقاء. والجميل في الأمر أن كل المشاركين الذين يزورون مقر الإذاعة للمشاركة في هذه الحصة، كانوا يرتدون الزي الإسلامي، والزي الجزائري التقليدي، مؤكدين تمسّك براعم الجزائر بثوابت الأمة.