استشهد 17 فلسطينيا على الأقل وأصيب آخرون، أمس، إثر قصف جيش الاحتلال الصهيوني لمنازل وخيام النازحين في عدد من المناطق بقطاع غزة. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) باستشهاد عائلة مكونة من خمسة أفراد (الأب والأم وأطفالهما الثلاثة) جراء قصف الاحتلال الصهيوني خيمة نازحين غرب خان يونس، جنوب قطاع غزة، فيما استشهد فلسطينيين اثنين أحدهما طفل في استهداف الاحتلال منزلا جنوبها. وفي وسط القطاع، استشهد خمسة مواطنين فلسطينيين آخرين من بينهم امرأتان في قصف مماثل استهدف منزلا في مخيم البريج، بينما استشهدت فلسطينية وأصيب آخرون في قصف صهيوني لمنزل بدير البلح. وعلى صعيد متصل، استهدفت غارة صهيونية منزلا لعائلة فلسطينية جنوب مدينة غزة ما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين و إصابة آخرين، كما شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات متتالية طالت منازل في عبسان، شرق خان يونس، ومخيم البريج والزوايدة ودير البلح و حي التفاح بمدينة غزة، و رفح، ما أسفر عن إصابة العديد من الفلسطينيين. ومنذ استئناف الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة في 18 مارس الجاري على قطاع غزة، استشهد أكثر من 750 فلسطينيا وأصيب نحو 1400 معظمهم أطفال ونساء، وسط قصف طائرات الاحتلال الحربية ومسيراته ومدفعيته للمنازل والمنشآت والمستشفيات. وبعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 جانفي الماضي، استأنف الكيان الصهيوني الثلاثاء الماضي عدوانه على قطاع غزة، في خرق سافر لبنود الاتفاق، حيث استمر في قصفه للقطاع، رافضا الدخول في ترتيبات المرحلة الثانية وكذا تطبيق البروتوكول الإنساني، وشدد حصاره الخانق على القطاع. البرلمان العربي يؤكد ان جرائم الاحتلال الصهيوني أكبر تهديد للمواثيق الدولية نزوح 124 ألف شخص من غزة في غضون أيام أعلنت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عن نزوح 124 ألف شخص من قطاع غزة في غضون أيام، جراء استئناف الكيان الصهيوني لحرب الابادة على القطاع، ودعت إلى إنهاء الحصار المفروض على غزة. قالت الأونروا، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، أن "124 ألف شخص نزحوا في غضون أيام، مضطرين للفرار من القصف المتواصل، حيث تحمل الأسر القليل مما لديها، وهي بلا مأوى ولا أمان ولا ثمة مكان يمكنهم الذهاب إليه". وأضافت أن الكيان الصهيوني قطع جميع المساعدات، فبات الطعام شحيحا والأسعار مرتفعة، واصفة الأوضاع في القطاع بأنها "مأساة إنسانية". من جهة أخرى، أدان رئيس البرلمان العربي، محمد بن أحمد اليماحي، الصمت الدولي تجاه جرائم الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، معتبرا أنها يمثل "أكبر تهديد" للمواثيق العالمية المعنية بحقوق الإنسان. وأكد رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان بالبرلمان العربي، علوي الباشا، في كلمة ألقاها أمس الاثنين نيابة عن اليماحي، بمناسبة إحياء اليوم العربي لحقوق الإنسان، أن "استمرار كيان الاحتلال في جرائمه الإرهابية التي يقوم بها في قطاع غزة والضفة الغربية دون حساب، وحالة الصمت الدولي والمعايير المزدوجة في التعامل مع هذه الجرائم ،تمثل أكبر تهديد لكافة المواثيق العالمية المعنية بحقوق الإنسان". ودعا في ذات السياق، المجتمع الدولي إلى "وقفة جادة تعيد إلى القانون الدولي الإنساني مكانته واحترامه مرة أخرى"، مشيرا إلى إن الاحتفال باليوم العربي لحقوق الإنسان هذا العام "يأتي في ظل واقع مؤلم تنتهك فيه كافة حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في الحياة بسبب المجازر وحرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها كيان الاحتلال الغاشم، وسط صمت دولي مخزي". وشدد على أن البرلمان العربي يولي "اهتماما كبيرا" بملف حقوق الإنسان في الوطن العربي وب "التجارب المتميزة" للدول العربية وجهودها في هذا المجال، مشيدا ب"الدور الهام" الذي تقوم به مؤسسات جامعة الدول العربية المعنية بهذا الموضوع. وجدد ذات المسؤول حرص البرلمان العربي على "تعزيز الشراكة والتنسيق" مع هذه المؤسسات الفاعلة والجهات الإقليمية والدولية المهتمة بقضايا حقوق الإنسان، معربا عن تقدير البرلمان العربي لكل الدول العربية التي تفي بالتزاماتها المتعلقة بتقديم تقاريرها الدورية إلى لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان، وتتابع تنفيذ التوصيات التي تصدرها اللجنة في هذا الشأن. واختتم ذات المسؤول بالتأكيد على أن البرلمان العربي "سيظل ظهيرا برلمانيا يوفر كافة أشكال الدعم للمؤسسات العربية المعنية بحقوق الإنسان وفي مقدمتها لجنة الميثاق و اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان والشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، بما يسهم في تعزيز المنظومة العربية لحقوق الإنسان على كافة المستويات". اللجنة الدولية للصليب الأحمر تستنكر قصف مقرها في رفح تحذيرات من تداعيات نفاد أدوية الرعاية الأولية بغزة حذرت السلطات الصحية الفلسطينية بقطاع غزة، أمس، من التداعيات الخطيرة المترتبة على نفاد أدوية الرعاية الأولية على حياة المرضى في القطاع، مطالبة بالضغط على الكيان الصهيوني لإدخال الأدوية واللقاحات الخاصة بالأطفال. نقلت مصادر صحفية عن مسؤول صحي بقطاع غزة أن "العديد من الأصناف الدوائية الخاصة بمرضى الرعاية الأولية نفدت بشكل كامل، فيما العديد من الأصناف الأخرى بدأت تقترب من النفاد، مما قد يشكل تداعيات خطيرة على هؤلاء المرضى". وأشار إلى أن "الإغلاق التام الذي يفرضه الاحتلال على غزة يتسبب بحرمان مرضى القطاع من الأدوية والمهام الطبية، وخصوصا ما يتعلق بأدوية الرعاية الأولية والتي تقدم خدماتها لجميع شرائح المجتمع بما في ذلك الفئات الهشة بالمجتمع كفئة كبار السن والأطفال". كما حذر المسؤول الصحي الفلسطيني من تفشي الأوبئة والأمراض في صفوف تلك الفئات الهشة جراء مواصلة الاحتلال إغلاق المعابر ونفاد الأدوية. وأضاف أن إجبار الفلسطينيين على النزوح القسري أدى إلى "مزيد من التراجع في تقديم خدمات الرعاية الأولية وشكل ضغطا كبيرا على المراكز القليلة المتبقية في ظل تكدس النازحين في المناطق المحيطة فيها". ودعا ذات المتحدث إلى تحرك دولي عاجل للضغط على الكيان الصهيوني لإنهاء حالة الإغلاق والحصار المتواصلة منذ 2 مارس الجاري والتي منعت على إثرها دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع. كما طالب منظمة الصحة العالمية ببذل "أقصى جهودها" لإدخال الأدوية واللقاحات الخاصة بالأطفال.وأشار إلى أن الدمار الذي لحق بمراكز الرعاية الأولية منذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023 يحد من تقديم الخدمات، لافتا إلى أن الاحتلال دمر 32 مركزا صحيا من أصل 50 في أنحاء القطاع. بالمقابل استنكر المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، هشام مهنا، القصف الذي شنه الاحتلال الصهيوني على مقر اللجنة الدولية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مطالبا بحماية العاملين في المجال الإنساني ووقف حرب الإبادة على القطاع.وأكد مهنا، في تصريح صحفي، أن الاحتلال يستهدف بشكل متعمد جميع العاملين في المجال الإنساني في غزة، مشددا على تعمد الاحتلال على قصف مقر والمنطقة التابعة للصليب الأحمر في رفح والتي تحتوي على جميع الخدمات الإنسانية المقدمة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر عام 2023. وأشار إلى حجم الأضرار الكارثية والجسيمة التي لحقت بالمبنى الدولي عقب قصفه بقذيفة متفجرة من قبل إحدى دبابات الاحتلال في مدينة رفح رغم وضوح العلم والإشارة التابعة للصليب الأحمر المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني، مؤكدا عدم سقوط ضحايا في هذا الحادث الأليم جراء اختباء جميع من كانوا بالمقر داخل مكان آمن. وأضاف المسؤول الدولي أن هناك اتصالات جارية مع جميع الأطراف خاصة مع الاحتلال لبحث مجريات الوضع الإنساني في قطاع غزة، والوقوف على ملابسات الفاجعة الأمنية التي استهدفت أمس الاثنين إحدى مقرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في رفح لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل القريب. وحذر مهنا من تداعيات استمرار استهداف جيش الاحتلال المهام الإنسانية والتي في أمس الحاجة إليها مئات الآلاف في قطاع غزة، مشيرا إلى الجرائم البشعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني من غلق للمعابر وقطع التيار الكهرباء، فضلا عن إيقاف العمل في محطة تحلية المياه الوحيدة التي توفر مئات آلاف من مياه الشرب. وأوضح المسؤول الدولي أن الأوضاع تتدهور بشكل متسارع في كل أنحاء قطاع غزة، مطالبا في الوقت نفسه بحماية جميع العاملين في المجال الإنساني ووقف الحرب على غزة. وحول قرار الأممالمتحدة تقليص عدد موظفيها في غزة، أكد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، هشام مهنا، إصرار جميع العاملين في المجال الإنساني البقاء في غزة لتخفيف من وطأة الحرب على المدنيين، ولكن هذا الأمر مرهون بضمانات أمنية يجب الالتزام بها والتأكيد عليها من قبل جميع الأطراف، فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية المحيطة بالمقرات الدولية في كافة أنحاء القطاع. وكانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أعلنت أن مصير 9 من طواقم الإسعاف التابعة لها لا يزال مجهولا منذ 3 أيام، عقب حصارهم واستهداف قوات الاحتلال لهم في مدينة رفح.وأوضحت الجمعية في بيان لها أن الاحتلال ما زال يرفض كل محاولات التنسيق عبر المنظمات الدولية، لوصول فريق الإنقاذ إلى المكان، معربة عن "بالغ قلقها" بشأن سلامة طواقمها، وحملت الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن مصيرهم.