مركز حقن الدم بوهران نموذجاً التبرع بالدم.. سمة جزائرية في رمضان يدرك كثير من الجزائريين أن التبرع بقطرة دم فيه حياة للآخرين إذ يقبلون على الخطوة الحميدة طيلة شهور السنة ويزداد الإقبال خلال الشهر الفضيل لمضاعفة الأجر وإنقاذ الأرواح فكم من مريض يحتاج إلى كمية من الدم من أجل الشفاء حيث تشهد أغلب المستشفيات عبر الوطن إقبالا من المتبرعين لاسيما أن الخطوة لا تحمل ضرراً عليهم بل فيها حياة للمرضى. نسيمة خباجة يعرف مركز حقن الدم لولاية وهران التابع للمؤسسة الإستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 حركة دؤوبة في كل ليلة من ليالي رمضان إذ يتوافد العشرات من المواطنين للتبرع بكمية من هذه المادة الحيوية ويصبح هذا المكان مفعما بالحركة ابتداء من الساعة الثامنة والنصف من كل ليلة بين الأطباء والممرضين الساهرين على العملية والمتبرعين الذين يتوافدون جماعة أو فراد على هذا الفضاء الذي يميزه التضامن والكرم. شاحنات متنقلة لجمع الدم وأبرز الدكتور محمد ديدي الطبيب المنسق للمركز أن زهاء 50 متبرعا يقبلون كل ليلة خلال الشهر الفضيل مضيفا بأن مخزون الدم ينخفض خلال هذه الفترة بسبب الصيام وتغيير أوقات العمل حيث يفتح المركز أبوابه للمتبرعين كل ليلة لتدارك هذا النقص كما أضاف أن المركز يقوم بتنظيم حملة متنقلة حيث تخصص شاحنة لجمع الدم في الساحات العمومية وبالقرب من المساجد مبرزا أن حوالي 20 عملية جمع متنقلة تنظم كل سنة خلال شهر رمضان. فيض من الكرم يفتح مركز حقن الدم لولاية وهران أبوابه إلى غاية الثانية صباحا ليتيح الفرصة لكل من يرغب في المساعدة والتبرع بشيء من دمه لأشخاص هم في أمس الحاجة إليه ورغم تعب نهار كامل من الصيام يصل المتبرعون بابتسامة عريضة على وجوههم وعزم فذ في قلوبهم مجسدين ذلك الحافز التضامني الذي يدفعهم للتضحية بالراحة والسمر في سهرات رمضان في سبيل المساعدة لإنقاذ من هم في حاجة إلى هذه المادة الحيوية. و يهيمن على غرفة الانتظار جو هادئ يتخلله محادثات خفيفة وابتسامات متبادلة بين المتبرعين من حين لآخر كما تتجلى روح التضامن في أروع أشكالها في هذا الجو الخاص حيث يهب الشباب والكهول للتبرع بدمهم. وقال حميد وهو متبرع في الأربعين من العمر إنه يتبرع بالدم من أجل إنقاذ الأرواح فهي طريقته للتضامن والمشاركة في هذا الشهر المبارك وذكر الدكتور ديدي من جهته أن أغلب المتبرعين في هذه الفترة من السنة تتراوح أعمارهم ما بين 40 و50 سنة. وفي غرفة الانتظار أبرز رجل ستيني جاء للتبرع أنه من المهم أن ننقل هذه الروح التضامنية إلى الأجيال الصاعدة مشيرا بصوت هادئ إلى أنه جاء للتبرع بكمية من دمه من أجل قريب له مريض في المستشفى وحسب الدكتور ديدي فان هناك نوعان من المتبرعين: أولئك الذين يتبرعون لأقارب لهم سيخضعون إلى عمليات جراحية أو آخرين في حاجة إلى الدم إلى جانب المتطوعين ويحرص فريق من الأطباء والممرضين على أن تتم كل عملية تبرع في أفضل الظروف ويسهرون على راحة المتبرعين كما يولون أهمية كبيرة لأكياس الدم حيث يتم جمعها وتحليلها بعناية وتخزينها لتكون جاهزة عند الحاجة وقالت إحدى الممرضات أن كل تبرع يعتبر مهما وأن كل متبرع هو بطل بطريقته الخاصة . وكثيرا ما ينتظر أهالي المرضى في ممرات المركز دما قد يكون طوق لمريض أو مريضة هم في أمس الحاجة إليه ويستمر التبرع والحياة والتضامن مكونا جسورا خفية بين المتبرعين والمستفيدين ويصبح هذا المركز كل ليلة نقطة تقاطع حقيقية أين تلتقي القصص الإنسانية المليئة بالتضامن بين متبرعين يصنعون الأمل والتضامن ومرضى لكل منهم حكاية مع الألم والمعاناة