عبر معظم الطلبة عن استيائهم من الأجواء التي تشهدها الجامعات الجزائرية منذ انطلاق التسجيلات النهائية بها والتي أنستهم إلى حد ما نشوة النجاح الذي حققوه في البكالوريا، حيث لم تنل التخصصات التي وجهوا لها رضا الأغلبية منهم. كما أثارت المشاكل المصاحبة لإجراءات التسجيل حفيظة الكثيرين منهم. بعد الخطأ الذي ارتكب في توجيه الطلبة الذين اختاروا المدرسة التحضيرية للعلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير بدرارية، حيث تم توجيههم للدراسة بتلمسان ووهران، تعرض هؤلاء الطلبة لصدمة الحرمان من حق تقديم الطعون وذلك بحجة أن ذلك التخصص داخل ضمن رغباتهم. وكان معظم الطلبة قد راحوا ضحية سوء توجيههم خلال التسجيلات الأولية، حيث اعتقدوا أنه بمجرد حصولهم على المعدل المذكور بدليل الطالب يكونون قد ضمنوا مقعدا ضمن ذاك التخصص في حين أن المعدل ذاته يدخلهم فقط في قائمة الترتيب وبعدها يتم توجيه الطلبة حسب درجة استحقاقهم وعدد المقاعد المتاحة وهذا ما حصل فعلا بعد حالة التشبع التي عرفتها المدرسة التحضيرية بدرارية. وحسب تصريحات أدلى بها بعض الطلبة ''للبلاد'' فإن المشكل لا يزال قائما لحد الآن حتى بعد الاحتجاج الذي قاموا به أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إذ نصح مسؤولو التوجيه الطلبة بالتسجيل في الجامعات الموجهون إليها وبعدها طلب التحويل إلى جامعات أخرى حتى يضمنوا مقاعدهم البيداغوجية لهذه السنة. أخطاء التسجيلات الجامعية لم تتوقف عند التوجيه السيئ وإنما امتدت إلى ما بعد التسجيل النهائي وهو ما حدث لطالب فلسطيني بدت عليه ملامح الراسب في شهادة البكالوريا وهو يعرب عن استيائه من سحب بطاقة الطالب منه بعد أن استوفى كل إجراءات التسجيل وحصل عليها. الطالب تم توجيهه إلى تخصص الطب وهي الرغبة الأولى له حيث تحصل على معدل 15.74 لكنه تفطن لخطأ في البطاقة المسلمة له يفيد أنه من جنسية جزائرية ولأنه أراد تصحيح الوضع فقد تم سحب بطاقة الطالب منه ومطالبته بتصريح يستخرج من السفارة، الأمر الذي أثار تعجب الوالد الذي ذكر أنه سبق وأن تم تسجيل اثنين من أبنائه في الجامعات الجزائرية إلا أنه لم يشترط هذا التصريح الذي يكون عادة في حالة الطلبة الأجانب الذين درسوا خارج الجزائر. أما حالة ابنه فهي مختلفة حيث درس منذ المرحلة الابتدائية في المدارس الجزائرية وحصل على شهادة البكالوريا منها.