تتواصل المساعي السياسية لوقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزّة، والذي خلّف نحو 1650 شهيداً وآلاف الجرحى، إذ يرتقب أن يبدأ مساء اليوم، وصول الوفود الفلسطينية القاهرة، وسط إصرار الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على مبادرته التي تساوي بين العدوان وصواريخ المقاومة. وتأتي مساعي التهدئة بموازاة اتضاح الصورة أكثر بشأن الضابط الإسرائيلي، الذي أعلن عن أسره بداية، قبل أن تنفي كتائب الشهيد "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، فجر اليوم، هذا الأمر، مرجّحة أن يكون قُتل في عملية رفح، وهو ما لم تستبعده مصادر إسرائيلية. وأكد الرئيس المصري أن المبادرة المصرية، هي الفرصة الحقيقية الوحيدة لإيقاف نزيف الدم الفلسطيني في قطاع غزّة، معلناً تأييد الاتحاد الأوروبي لها. وأضاف، في مؤتمر صحافي عقده ظهر اليوم بقصر الاتحادية مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتزي، الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي، أن المبادرة المصرية تتيح فرصة حقيقية للتهدئة، ثم إدخال المساعدات عبر المعابر وإطلاق المفاوضات، مشدداً على أن الوقت حاسم ودقيق ويجب استثماره بسرعة لإيقاف نزيف الدم الفلسطيني الناتج عن أعمال العنف، لأن مرور الوقت من دون تقدم يؤدي الى تعقيد الأمور أكثر. وأشار السيسي إلى أن الجهود المصرية تبذل دائماً بشكل علني أو سري على مستوى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي منذ ما قبل إطلاق المبادرة، موضحاً أن المبادرة أطلقت قبل الاجتياح البري، وكان يمكن أن تمنع وقوع المزيد من الضحايا، لكنها ووجهت بالعديد من العقبات، رغم أنها الخيار الوحيد "لأن مفيش بديل تاني". وشابهت تصريحات السيسي المواقف الغربية، بقوله إن "أعمال العنف المتبادلة بين الطرفين يجب أن تتوقف فوراً". وتستضيف مصر وفداً فلسطينياً مشتركاً من حركتي "فتح" و"حماس" للتفاوض مع مسؤولين في وزارة الخارجية والاستخبارات حول قبول المبادرة. غير أنّ وكالة "الأناضول" نقلت عن الأمين العام لحزب "الشعب" الفلسطيني، بسام الصالحي، وهو عضو وفد القيادة الفلسطينية المشارك في المباحثات، قوله: حتى اللحظة لا يوجد أي ترتيب محدد لشكل المباحثات المفترضة. وأضاف "من المفترض أن يوجد أعضاء الوفد كافة (12 عضواً) في العاصمة المصرية، بمن فيهم القاطنون في قطاع غزة"، مشيراً إلى أن الجانب المصري لا يزال يتواصل مع الأطراف كافة لتأمين خروجهم. ويضم الوفد الفلسطيني من الضفة الغربية، إضافة إلى صالحة، القيادي في حركة "فتح"، عزام الأحمد، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة في الضفة الغربية ماجد فرج، والقيادي في الجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم. من ناحية أخرى، قال مصدر سياسي إسرائيلي كبير إن المجلس الوزاري المصغر قرّر عدم إرسال وفد إسرائيلي إلى القاهرة للتفاوض حول وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن المصدر قوله إن حركة حماس أثبتت عدم مسؤوليتها وعدم مصداقيتها من خلال الأحداث الأخيرة مضيفًا أنه آن الآوان أن يدرك ذلك المجتمع الدولي أيضًا، بحسب الاذاعة الإسرائيلية.