^ القبض على 24 شخصا بشبهة تقديم مساعدة للجماعات الإرهابية في الولايات الحدودية تمكنت مصالح الأمن المتخصصة في مكافحة الإرهاب من تفكيك شبكة لتجنيد سلفيين متشددين في صفوف التنظيم التونسي المحظور"أنصار الشريعة" يقودها تونسي بولاية الطارف الحدودية. وأفلحت الوحدات الأمنية في عملية نوعية في توقيف شخصين أحدهما تظاهر أنه سائق "كلوندستان" ومصادرة مناشير ورسائل تحرّض على الإرهاب وأجهزة اتصال وتحديد المواقع. وبالموازاة تواصل قوات عسكرية برية وجوية كبيرة تمشيط مناطق واسعة في الشريط الحدودي. وجنّدت هيئة أركان الجيش للعملية حسب مصادر "البلاد" الآلاف من العسكريين وطائرات استطلاع وطائرات عمودية، في محاولة لتعقب عناصر من هذه الشبكة الذين يرجح تحصنهم بأدغال مناطق التماس الحدودي بين تونسوالجزائر. وكانت الحكومة التونسية قد حظرت أي نشاط لأنصار الشريعة منذ أوت 2013 بعد أن أثبتت التحقيقات تورطها في الاغتيالات السياسية وقتل جنود وأمنيين. وأفادت مصادر عليمة أن توقيف السائق في بلدية أم الطبول والعثور بحوزته على رسائل تحرّض على النشاط الإرهابي في تونس عجّل بتوقيف شريكه الثاني في البلدية نفسها، في حين تواصل المصالح المختصة حملة بحث واسعة النطاق لتوقيف متعاونين مع الشبكة. وأثناء استجوابه، اعترف السائق بأنه دخل التراب الجزائري منذ أسابيع رفقة مجموعة من الإرهابيين التونسيين الذين تم تجنيدهم منذ فترة من طرف جماعات مسلحة بتونس، مضيفا أن اكتشاف أمر دخولهم من طرف قوات الأمن الجزائرية والملاحقة المستمرة، عجلت باتخاذ قرار المغادرة الجماعية للعناصر الإرهابية التي دخلت إلى الجزائر، والعودة إلى تونس خوفا من القبض عليهم. وفي سياق متصل كشف مصدر عليم بشؤون مكافحة الإرهاب أن مصالح الأمن المتخصصة قد نجحت خلال الأسابيع الماضية في القبض على 24 شخصا بشبهة انتمائهم إلى شبكة دعم و إسناد لوجستيكي وتقديم مساعدة للجماعات الإرهابية، في كل من الطارف وتبسة وسوق أهراس والوادي. وأكد المصدر أن من بين الموقوفين أجانب من جنسيات تونسية وليبية ومالية. واسترجعت مصالح الأمن من خلال تلك العمليات قطع سلاح منها مسدسات مجهزة بكواتم للصوت، وأجهزة تحديد المواقع "جي.بي.أس" ومناظير ليلية متطورة. وكانت قوات الأمن المشتركة قد تمكنت قبل نحو أسبوعين في إحباط محاولة تسلل إرهابيين تونسيين على الحدود الدولية المشتركة مع تونس من ولاية الطارف، حيث أجهضت قوة عسكرية مكونة من الجيش وحرس الحدود محاولة تسلل مسلحين يرجح انتماؤهما للخلية الإرهابية الناشطة في جبل شعانبي كانا على متن مركبة دفع رباعي حيث جرى تبادل لإطلاق النار قبل أن تتراجع السيارة وتعود إلى عمق الأراضي التونسية.. وعلى صعيد متصل كشفت مصادر "البلاد" أن عملية التمشيط ستتواصل على أجزاء واسعة من الحدود الشرقية، بمشاركة طائرات مروحية. كما تم استعمال طائرات حربية لمسح الحدود، مع نشر قوات الجيش والدرك في مواقع يعتقد أن تكون منفذ التسلل السري نحو التراب الوطني