تسبب الانتشار الواسع للحمى القلاعية عبر مختلف ولايات الوطن وتداولها بكثرة في مختلف الوسائل الإعلامية في خلق جو من التوتر والقلق لدى الجزارين والمواطنين على حد سواء، وهو ما أدى إلى عزوف الكثيرين عن شرائها، حيث أصبحوا يفضلون شراء اللحوم المستوردة وكذا اللحوم البيضاء لتفادي أي خطر قد يصيبهم رغم الانتشار الواسع عبر مختلف وسائل الإعلام بعدم خطورة استهلاكها، إلا أنه وعلى حد تعبير الكثيرين "الوقاية خير من العلاج". فيما أبدى آخرون ثقتهم التامة في البائعيين الذين تعودوا على اقتناء اللحوم من عندهم وفي مصالح الرقابة. «البلاد" قامت بجولة استطلاعية ببعض أسواق الوطن للتعرف على ردة فعل الباعة والزبائن جراء الانتشار الواسع لداء الحمى القلاعية. الحمى القلاعية سببها جشع التجار يرجع بعض أصحاب القصابة في العاصمة أسباب دخول داء الحمى القلاعية إلى الجزائر إلى طمع وجشع التجار وهو ما أكده "سفيان. ح« أحد التجار بسوق فرحات بوسعد بميسونيي بالجزائر العاصمة، حيث يقول "إن بعض التجار من ولاية سطيف يرغبون في الربح السريع والطمع دون التفكير في صحة المواطن ولا حتى في العواقب، خصوصا أن المرض سبق له أن دخل الجزائر بنفس الطريقة سنة 2009 وهي شراء الأبقار بمبالغ زهيدة من بعض الأرياف في تونس وتهريبها. ذبح أكثر من 100 رأس في اليوم بحد ذاته مشكل محمد هو أيضا جزار بسوق فرحات بوسع يقول "نظرا لأننا في فصل الصيف الذي يعرف تراجعا في إقبال المواطن على أكل الوجبات الدسمة نظرا لطبيعة الفصل لكن هذا التراجع زاد خلال هذه الأيام، لكن استهلاك لحم البقر المصاب بالحمى القلاعية ليس وحده المشكلة، فذبح أعداد كبيرة من الأبقار هو أيضا بحد ذاته مشكلة، فعلى سبيل المثال 100 رأس أصبحت تذبح في اليوم الواحد. الحمى القلاعية فرصة للعائلات الفقيرة تشهد العديد من العائلات الفقيرة التي لا تملك قدرة شرائية لاقتناء اللحوم الحمراء إقبالا كبيرا على بعض الأسواق التي تنعدم فيها الرقابة وفي هذا الصدد يقول "سمير. ن« مالك إحدى القصابات بسوق علي ملاح بساحة أول ماي بالعاصمة "الأسعار هنا بالعاصمة لم تعرف انخفاضا كبيرا وهذا بفضل الرقابة التي هي بصفة يومية أما في الولايات المجاورة وحسب معلومات وصلتني من بعض الأصدقاء فغياب الرقابة جعل عملية الذبح تكون بطريقة عشوائية مما عرف انخفاظا كبيرا في الأسعار، حيث وصل سعرها إلى 300 دينار للكيلوغرام الواحد وبالتالي اعتبرت فرصة للعائلات الفقيرة لشراء هذه اللحوم الحمراء التي معروف عنها أنها لا تأكل اللحوم إلا في المناسبات وذلك دون مبالاتها بالنتائج. اللحوم المستوردة هي البديل لدى الجزائريين تعرف العديد من قصابات بيع اللحوم المستوردة إقبالا زاد مع انتشار داء الحمى القلاعية وهو ما لاحظناه في بعض أسواق العاصمة وفي هذا الصدد يقول "مقران. ع« "اللحوم المستورة تعرف إقبالا دائما من طرف المواطن نظرا لأسعارها التي تناسب القدرة الشرائية لدى الواطن"، كما زاد الإقبال عليها خلال الأيام الأخيرة بسبب انتشار داء الحمى القلاعية، حيث يقول أحد الباعة "سعر اللحوم المستورة مناسب وأنا أشتريه منذ سنوات ولم ألق أي مشكل أو تضرر وعلى عكس هذا يقول السيد "أحمد. غ« حتى إن اضطررت إلى الاستغناء عن اللحوم بصفة نهائية فلن أشتري اللحوم المستورة فمن غير المعقول أن هذه اللحوم تباع بمبلغ 700 دينار جزائري رغم استرادها من دول بعيدة واقتنائها عن طريق الباخرة ودفع الضرائب، إضافة إلى مصاريف أخرى ونحن هنا لا ندفع إلا مبالغ زهيدة لنقلها أو مصاريف البيطري وتباع بأسعار غالية لذا يجب التفكير في هذه النقطة بالذات، أما عن أضرار هذه اللحوم المستورة فلن تظهر الآن ولكن بعد سنوات ستكون النتيجة". اللحوم البيضاء تسترجع تاجها وفيما استغنت بعض العائلات بشكل نهائي خلال الفترة الحالية عن اللحوم الحمراء، أصبحت تفضل اللحوم البيضاء، حيث تقول مريم "أفضل شراء اللحوم البيضاء رغم أني أدرك أنها لا تؤثر على الإنسان من خلال متابعتي للموضوع في وسائل الإعلام وسماعي لتصريحات وزير الفلاحة، لكن تبقى الوقاية خير من العلاج واستغنائنا عنها على الأقل خلال الفترة الحالية لا يغير شيئا".